علمت الجريدة من مصادر عليمة أن فريق العدالة والتنمية بمجلس جماعة مكناس يعاني من تصدع في صفوفه نتيجة استفادة بعض المستشارين المحضوضين دونا عن غيرهم من التعويضات سواء المتعلقة بمهامهم نيابية أو رئاستهم لإحدى اللجن أو تلك المتعلقة بالتعويض على السفر إلى الخارج.
وأكد المصدر أن هذا الاستياء عرف أوجه مباشرة بعد أخر دورة استثنائية للمجلس وهو ما حدا بالرئيس بوانو إلى عقد لقاء مع الغاضبين بمنطقة إموزار لدرئ الشرخ الحاصل بين صفوف الفريق، واعدا إياهم بقليل من الصبر حتى تسمح الظروف بتحقيق مطالبهم، وأن دورهم قادم للاستفادة من “الكرم البواني”. وفعلا لم يخلف وعده لتكون أولى “البركات” هواتف نقالة بشرائح جديد غير محدودة تتحمل الجماعة تأدية فواتيرها، دون أن تكون لهؤلاء المستشارين أي مهمة داخل المجلس. وهو ما يتنافي مع مبدأ ترشيد النفقات الذي ما فتئ رئيس الجماعة ينادي به خلال الحملات الانتخابية الماضية. هذا دون ذكر عدد من السفريات التي قام بها العديد من نواب الرئيس ومجموعة من المستشارين المحسوبين على حزبه إلى الخارج أو حتى بعض من مستشاري المعارضة، والتي يتم من خلالها استفادتهم من تعويضات سخية تصل إلى مبلغ 1500 درهم عن كل يوم خارج أرض الوطن تؤدى من ميزانية الجماعة.
يذكر أن مجلس بوانو حطم كل الأرقام القياسية في عدد السفريات المبرمجة، والتي لم يقدم بخصوصها أي تقرير مما يفيد أن هذه الأخيرة كانت ذات صبغة استجمامية أكثر منها سفريات عمل. وأن بعض المقربين من الرئيس زار أكثر من أربع دول في ظرف ستة أشهر. تركيا وفرنسا وبلجيكا والصين وإسبانيا وألمانيا وغيرها، كلها دول زارها الرئيس ومقربون منه ولا نعلم حتى الآن ماذا تستفيد مكناس من كل هذه السفريات غير إهدار المال العام الذي انتخب بوانو رئيسا لحمايته.
هذا الريع جعل مستشارو “المصباح” وبعضا من مستشاري المعارضة ينتظرون دورهم في هذا الريع من أجل الاستفادة من هذه الكعكة التي تعتبر الوسيلة الوحيدة لإسكات الغاضبين، لدرجة بدأت جملة “أمولا نوبة” تترد بين صفوفهم في إشارة إلى من سيصله الدور أولا.