في خطوة غير مسبوقة للإعلام المغربي، قامت القناة ” الأولى” وقناة ” ميدي 1 تي في” ببث فيديوهات تعود لأحداث شغب كروية على أساس أنها تتعلق بأحداث الحراك الاجتماعي بمدينة الحسيمة، وهو ما جر عليهما العديد من الانتقادات التي نددت بهذه السقطة غير المهنية لقناتين مغربيتين، المفروض فيهما الحرص على الحد الأقصى للمهنية.
وفي هذا الصدد، وصف محمد الركراكي، أستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، سقطة “الأولى” و”ميدي 1 تي في”، بـ”الكارثة” و”الصدمة”، مؤكدا أن ما بثته القناتان يعتبر سقوطا مهنيا مدويا، وأردف أن هذا الأمر يعد خرقا سافرا لأخلاقيات المهنة، وللحد الأدنى من الضوابط المهنية للممارسة الصحفية.
وتساءل الركراكي، في تصريح لــpjd.ma، كيف يعقل لمؤسستين رائدتين أن تسقطا في مثل هذا الخطأ المهني، وتمررا شريطا مفبركا لأحداث سابقة على أساس أنها أحداث متعلقة بحراك الريف.
وأرجع المتخصص في الإعلام، هذا الخطأ إلى ما يسود داخل هذه المؤسسات من عدم انضباط لجزء كبير من ضوابط المهنة، بالإضافة إلى خطأ المسؤولين الذين يتحملون المسؤولية المباشرة عن هذه الأخطاء، وتابع أنه “لا يعقل ولا يمكن تصور تمرير شريط من هذا النوع، دون موافقة مسبقة من طرف المسؤولين على أساس أنها مرتبطة بأحداث الريف”.
ولتجنب الوقوع في مثل هذه الأخطاء، أكد الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، على ضرورة الالتزام الصارم بأخلاقيات المهنة واحترام السياسة الإعلامية التي يجب أن تنضبط لممارسة إعلامية تُراعي الموضوعية والدقة وتُراعي أخلاقيات المهنة.
ودعا المتحدث ذاته، الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، إلى التدخل واتخاذ القرار المناسب في النازلة، قائلا “لا يعقل أن نسمح لمؤسساتنا الإعلامية بحكم التراخيص التي تتمتع بها بمثل هذه التصرفات اللامهنية والتي تضرب في الصميم وفي العمق الممارسة الإعلامية، وتمس صدقيتها وأخلاقية المهنة التي يفترض أن تتوفر فيها”.