الجريدة – عصام الطالبي
لم يبقى للخيول إلا أن تتكلم وتصرخ للفت الانتباه إلى حالها المزري، وكأن حال لسانها يقول “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان” نضير ما تقدمه من خدمات جليلة للوطن والمواطن، ويكفي ما قدمته خيول الأمن الوطني في استعراض ابهر الجميع في معرض الفرس الأخير بمدينة الجديدة لنعرف دورها وقيمتها العملية والرمزية. عروض تعطي الانطباع على أن إدارة الحموشي تولي اهتماما كبيرا لفرق الخيالة وعناية أكبر للخيول، عكس ما يقع بطنجة حيث تعاني هذه الأخيرة من قلة العناية والرعاية، ويكفي أنها تنتقل مسافات كبيرة وسط الغابات وعلى الشواطئ وتبذل مجهود كبيرا ولساعات طويلة في خرق لدورية المديرية العامة للأمن الوطني التي تلزم المسؤولين باخراج الخيول مدة لا تتجاوز ثلاث ساعات يوميا وهو الإجراء المعمول به دوليا في هذا المجال، وكي لا تصاب الخيول بالضعف والوهن.
وبالنظر إلى الحالة الهزيلة للخيول، تشير مصادر عليمة للجريدة أن المسؤول عن فرقة الخيالة بطنجة يلزم هذه الخيول بالمشي من الإسطبل الموجود على مستوى قبالة فندق “موفنبيك” إلى غاية الملعب الكبير ابن بطوطة لتأمين المظاهرات الرياضية، وهو ما يتعارض مع دورية المدير العام للأمن الوطني المعممة على التراب الوطني التي تلزم نقل الخيول في العربات مخصصة لذلك، ويستغرب نفس المصدر من عدم توفر ولاية أمن طنجة على مثل هذه العربات أو المقطورات الخاصة لنقل الخيول.
ليس هذا فقط حتى قلة العلاف المخصص لها قد تسبب في هزالة حالتها مع العلم أن المديرية العامة تخصص ميزانية مهمة لتغذية الخيول، وهو ما يفتح باب التأويلات حول ما إن كان هناك تلاعب بين الشركة المكلفة بالعلف القائم على شؤون الخيول.
هذا وقد علمت الجريدة من جهة أخرى أن هناك خصاص حتى في الأدوية والرعاية الطبية حيث يقوم بيطري بمعاينة سريعة للخيول لتسجيل مروره فقط ودر الرماد في العيون، في وقت تستدعي الحالة الصحية لبعض الخيول اخضاعها للمراقبة الطبية المستمرة.
وتطالب الخيول ولاية أمن طنجة عبر موقع الجريدة من عبد اللطيف الحموشي التدخل للوقوف على معاناتها، وانصافها، وصون كرامتها كحيوان يشتغل في سلك الشرطة له حقوقه كما عليه واجبات.
ونشير إلى أنه تم إنشاء مدرسة للخيالة بمناسبة الذكرى ال55 لتأسيس الأمن الوطني، وذلك استجابة للحاجيات الملحة في مجال تكوين الفرسان وترويض الخيول، تستجيب للمعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال. وترتكز برامج التكوين المعتمدة بمدرسة الخيالة على مبدأ التكامل بين الدروس النظرية والتطبيقية، حيث تسهر على إعداد دورات تكوينية مستمرة لفائدة الفرق الجهوية للخيالة لضمان تأهيلها ورفع كفاءتها باستمرار.