[author title=”فؤاد السعدي” image=”http://”]مكناس[/author]
وصل التدبير العبثي للرياضة بمكناس حدا لم يعد مسموحا السكوت عليه، فلم يمر على مهزلة اجتماع المكتب الإداري للنادي الرياضي المكناسي من أجل ملائمة نظامه الأساسي مع النظام النموذجي للجمعيات الرياضية وقانون التربية البدنية 09/30 سوى أيام قليلة، لنتفاجأ بمهزلة جديدة عنوانها انعقاد الجمع العام الاستثنائي للنادي الرياضي المكناسي فرع كرة القدم. وقد تضمن جدول أعمال هذا الجمع نقطتين؛ الأولى استقالة الرئيس والثانية انتخاب رئيس بدلا منه. وهما نقطتان تم تمريرهما بالسرعة والطريقة التي يتم بها تغيير إطارات السيارات.
الخلاصة هي أن هذا الجمع الذي انعقد أمس الأربعاء 10 أكتوبر بمقر غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بمكناس، شكل هو الآخر إحدى الفصول الكاريكاتيرية والهزلية عندما مر بنفس الحبكة المخدومة مع تغيير في بعض الشخوص والأدوار، مما يدل على انحطاط الرياضة المكناسية ونكستها. وهو جمع ظاهره صراعات ونقاشات صاخبة وباطنه التفاوض على المصالح الفردية ووأد مصلحة الفريق، والنتيجة سمعة الكرة المكناسية التي أصبحت على المحك بسبب فضائح ومخلفات التدبير التي تتحكم فيه زمرة من الانتهازيين.
فقد جرت العادة أن الجموع بصفة عامة، هي فرصة تحيل على وحدة الصفو، وعلى ترميم الصفوف والإلتفاف للأخطاء قصد الإشتغال على إصلاحها، وتقويم الاعوجاجات التي تلوح في الأفق، إلا أنها ليست كذلك ولا تساير هذا التوصيف والتعريف على مستوى الجمع الاستثنائي لفريق النادي المكناسي لكرة القدم الذي هو عبارة عن إستنساخ مشوه وكرتوني لاجتماع المكتب المديري الذي انعقد الاثنين الماضي. وسيحول في النهاية لا محال على الشتات والتشرذم، وعلى الكثير من التجاذبات والخلافات التي يقتات عليها بعض المنتفعين والمسترزقين الذين لا رابط تاريخي يجمعهم بهذا الفريق غير الانتفاع والمصالح الذاتية دون وجود مقاربات ومشاريع حقيقية للعمل، ولا برامج ورؤى مختلفة يدور حولها النقاش الهادف.
فأين القائمين على تدبير شؤون هذه المدينة وقطاعاتها المختلفة؟ وماذا يُفهم من سكوتهم عن العبث المستشري في قطاع الرياضة بمكناس؟ فهل هذا السكوت تأيد أم تملص من المسؤولية؟