[author title=”عبد الصمد تاج الدين” image=”https://www.aljarida.ma/wp-content/uploads/2019/01/عبد-الصمد-تاج-الدين-www.aljarida.ma_.jpg”]مكناس[/author]
بعد النجاح الكبير الذي حققه العرض المسرحي، بمجموعة من المدن المغربية ابتداء من مسرح محمد الخامس بالرباط، ومسرح لآلة عائشة بالمضيق، ومسرح محمد السادس بوجدة، قدم مجموعة من نزلاء المؤسسات السجنية، مساء يوم الثلاثاء الماضي على خشبة مسرح المركب الثقافي الفقيه المنوني بمكناس، عرضا مسرحيا بعنوان “مبارك ومسعود”، وتطرق هذا العمل المسرحي الهادف، الذي أعد تحت إشراف المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، وشارك فيه ثلاثون نزيلا موزعين على مختلف المؤسسات السجنية الوطنية، لموضوع محوري تناول طقوس العرس المغربي الاحتفالي المتجذر في الهوية المغربية، شخص في قالب نقدي حضرت فيه الفكاهة لتمرير رسائل ضمنية تحاول أن تعالج بعض السلوكيات المجتمعية والعلاقات الإنسانية مع محاولة تقديم بعض والحلول لتقويم ممارسات غير سوية على حد تعبيرهم بعموم قطاعات الدولة، وذلك عبر تبادل مجموعة من الحوارات الثنائية حضرت فيها فقرات من السخرية الهادفة كثيرا ما انتزعت تصفيقات وهتافات الجماهير التي غصت بها جنبات قاعة المسرح الفقيه المنوني بمكناس.
وبقدر ما عبر الأستاذ بنعيسى بناصر، رئيس مصلحة العمل الاجتماعي والثقافي والتربوي والمواكبة النفسية بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج عن سعادته وهو يحضر تفاصيل عرض هذه المسرحية بمكناس ويسجل التفاعل الايجابيي المنقطع النظير لجمهور العاصمة الإسماعيلية مع فصول هده اللوحة الفنية المتميزة التي كانت فرصة لاكتشاف المهارات و الكفاءات الفنية التي يتوفر عليها هؤلاء النزلاء، بقدر ما أراد أن يبلغ رسالة إلى عموم نفس الجمهور ومن خلاله إلى باقي مكونات المجتمع مفادها تغيير النظرة الدونية والنمطية اتجاه هذه الفئة المجتمعية، مهيبا بهم إلى استقبالهم بعد الإفراج عنهم واحتضانهم وإيلائهم العناية الكافية وإتاحتهم فرص تساعدهم أكثر على الإندماج والانصهار بسهولة بين اقرانهم داخل المجتمع.
موضحا أن الهدف من اعتماد المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج الماضية في بلورة وأداء مهمتها على أحسن وجه، عبر اعتماد هذا المنحى المتمثل في تمكين النزلاء من مجموعة من الآليات والإمكانيات التي تدخل ضمن الجيل الجديد من البرامج الهادفة والرامية إلى التهيئ التدريجي والتحضير لإعادة إدماج النزلاء في أجواء سليمة وملائمة تضمن الانخراط الواسع في مجموع عروض التكوينات المتوفرة ضمن قائمة البرامج المندمجة، كبرنامج الجامعة داخل السجون وبرنامج المحاضرات العلمية والثقافية، “وبرنامج فرصة وابداع”، وبرنامج تعليم السياقة وغير ذلك من البرامج الكثيرة والمتنوعة التي تصب في خانة دعم مؤهلات النزلاء وتقويتها يقول المسؤول على القسم الاجتماعي بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج.
من جانبه أكد الأستاذ عزالدين شفيق المدير الجهوي للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بجهة فاس مكناس أن هذا العمل هو نتاج وثمرة لمجهودات تنسيق عمل مشترك لجميع القطاعات الحكومية المعنية بالإدماج وقطاع السجون على وجه الخصوص ، موضحا أن إشراك جميع السجناء على اختلاف وضعياتهم الجنائية بمختلف المؤسسات داخل ربوع المملكة، هو في حد ذاته فرصة لإبراز دواتهم والتعبير عن المواهب المكتنزة لديهم، علما يقول المسؤول الجهوي آن الحرمان من الحرية لا يعني في شيئ الحرمان من حقوق تفريغ الطاقات الابداعية التي يتمتع بها الفرد خارج أسوار السجون .
وفي ختام هذا الحفل الذي عرف حضور ثلة من الفناين المسرحيين المعروفين على الصعيد الوطني حسن لمنيعي ، بوسلهام الضعيف وآخرون واستحسنوا بدورهم أداء هؤلاء النزلاء، شكر المنظمون جميع الشركاء الذين ساهموا في تحقيق هذا العمل المتميز وإخراجه لأرض الواقع ، وعلى رأسهم وزارة الثقافة والإتصال التي تدعم بشكل فعال هدا العمل الناجح ، كما لم تفت الفرصة أمامهم للمنادات على الأستاذة سهام بنمسعود قاضية تنفيذ العقوبات للإشادة بالمجهودات التي تبذلها في إطار اختصاصها القضائي والإدماجي داخل فضاءات جميع المؤسسات السجنية بجهة فاس مكناس ، قبل أن يسدل الستار على وقع التفاعل مع قطعة غنائية من أداء الفرقة المسرحية نفسها تعبيرا منهم عن ارتياحهم للتعامل الذي يلاقونه داخل الفضاءات السجنية آملين ملاقات حريتهم وهم على أحسن حال .
يذكر أن اختيار هده النخبة من النزلاء الفنانين جاءت بناء على إقصائيات محلية جهوية ووطنية ضمن مسابقة (كوميك) التي شملت حوالي 300 نزيل ونزيلة ، افرزت نخبة من النزلاء تم انتقاؤهم وفق معايير اكتساب الموهبة والسلوك في مختلف المراحل الإقصائية للمسابق ليتمكنوا فيما بعد أداء هدا العرض المسرحي الذي رأى النور بفضل مساهمة عدد من المهنيين وعلى رأسهم المخرج المسرحي لرشيد علي العدوني .