[author title=”فؤاد السعدي” image=”https://www.aljarida.ma/wp-content/uploads/2019/04/فؤاد-السعدي-www.aljarida.ma_.jpg”][/author]
لازال النقاش الذي فتحه الموقع الإعلامي “مباشر.ما” حول تقيم حصيلة نصف الأول من ولاية مجلس جماعة طنجة يرخي بظلاله في الأوساط السياسية المحلية، منهم من رضي واقتناع ومنهم اغتظ وعارض. وبين الإذعان والإعراض قيل الكثير. وقبل أن نخوض في فك شفرات السجال السياسي والنبش في جوهر الخلاف القائم بين الفرقاء السياسين المكونين لمجلس جماعة طنجة، لا بد أن ننوه بدور الإعلام المحلي ومبادراته في خلق دينامية ونقاش سياسي فعال ومسؤول، وسعيه من أجل رفع منسوب الوعي السياسي المجتمعي.
وما أثار الانتباه خلال الندوة هو خطورة ما تعيشه الأغلبية الجماعية، خصوصا بعد انتقل بعض مكوناتها إلى مرحلة الوسواس القهري، مع استمرار “الحلفاء” في ما هم فيه من خلاف تجاوز حدود اللياقـة، وخرجت تفاصيله إلى العـلـن عبر صفحات الجرائد والمواقع الإخبارية، وكيف تطورت الأمور إلى حالة من البلبلة وسط الرأي العام المحلي، جراء إسراف متعمد في الحديث عن الاستفراد بالقرارات الجماعية.
فما يحدث من تجاذبات حزبية اليوم بطنجة ما هو إلا إبطـاء إضافي لإيقـاع تدبيـر الشأن العام المحلي، وإضاعة لمزيد من الوقت، مع ما سيخلفـه ذلك من نتائـج ستؤثر على التنافسية الاقتصادية للمدينة، وستـزيـد من الاحتقـان الاجتماعي خـدمـة لمـن يتقنـون الخطابات الشعبوية واستغلال الأزمة والتذمر الشعبي.
فما يجري يهدف في عمقـه إلى مزيـد من إبعـاد الشباب والأطـر المثقفـة والنخب الفكـريـة، وإرهاب النخب الاقتصادية والمالية، لثنيها عن إبداء الرأي في قضايا الشأن العام المحلي، أو الانخراط بثقة في مسار المشاركة السياسية. والهدف واضح لمن يمسكون بخيوط هذه اللعبة القذرة، ألا وهو تحقيق تقليص لنسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة، على اعتبار أن الكتلة الناخبة كلما صغرت كلما تم التحكم بها.
ويبقى الأهم والمستعجل أمام فقدان التوازن و التخبط، أن تتم لملمة هذه الفوضى غير الخلاقة، والكف عن إبـداع خطابات التشكيك والتسفيه، في السـر و العلـن لبعض “الاصوات النشاز”، بغرض الابتزاز و الإساءة للمسار السياسي لحزب من السابق لأوانه أن نحاسبه عن الحصيلة الجماعية.
إن على المعنيين بمثل هذه الممارسات أن يحترموا الإرادة الشعبية المُعبر عنها من خلال انتخابات حرة و شفافة والتي أفرزت أغلبية مريحة لحزب العدالة والتنمية، وأن اختيار الناخبين لهذه الهيئة السياسية كان اختيارا طوعيا لا رجعة فيه تم عن طريق صناديق الإقتراع.
وعلى المتوجسين أن يثقوا أن الحزب المسير للمجلس جماعة طنجة لن يسقط إلا من خلال ما تتيحه القوانين والأعراف الديمقراطية، وليس عبر شيء آخر يستدعي كل هذه “الجذبة” الفارغة. وباختصار صناديق الاقتراع هي الفيصل..