أثار مقال نشره موقع “كود” الإلكتروني تحت عنوان “كل بيرة كيشربها مواطن كيخلص عليها ضريبة وكيساهم في الاقتصاد الوطني بينما كل صلاة كيصلها المواطن في الجامع فراه مكتستافد منها الدولة أو المجتمع والو غير تضياع لما ديال لوضو” قبل أن يتم حذفه من طرف إدارة الموقع وتنزل بدل عنه اعتذارا تتذرع من خلاله بأن المقال نُشر بالخط، ولم يكن مبرمجا نشره لأنه يتحدث عن قضية هي بمثابة خط أحمر، وضد ما تدافع عنه “كود” من حريات وقناعات شخصية تقول إدارة الموقع، وتؤكد في ذات الوقت تبنيها لخط تحريري يدافع على الحرية الفردية وعلى مجتمع مغربي حداثي متحرر، يحترم قناعات الآخرين حتى ولو شكلوا أقلية. (أثار) موجة استنكار وغضب واسع من طرف المغاربة الذين عبروا عن اسيائهم على مواقع التواصل الإجتماعي عبر تدوينات مستهجنة الأسلوب الوضيع والسطحي الذي تطرح به “كود” مواضيع عقائدية تعتبر خطا احمرا بالنسبة لهم، وتجرؤها الزائد في استفزاز مشاعر المسلمين عبر الاستهزاء بشعائرهم الدينية السمحة دون أن تحرك الجهات المعنية الساكن لردع هذا الفعل، ودون أدنى اعتبار لأخلاقيات مهنة الصحافة التي تستوجب احترام الرأي العام والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة مشاعر المسلمين وتأجيج العداوات خصوصا في الظروف التي تعيشها البلاد حاليا.
ورغم أن إساءات المسلمين لدينهم تأتي من كافة شرائح مجتمعهم، إلا أن الإساءة التي تجنيها أيادي الصحفيين هي الأخطر والأقبح لما لها في العادة من صدى يطول مكثه ويتسع انتشاره ويغذي في كثير من الأحيان مشاعر الكراهية. ومن المفارقات أيضاً أن سوء سلوك بعض رجال الصحافة يقلب الصورة الجميلة لما عليه دينهم في حقيقته من انسجام مع الفطرة السليمة وحض على المعروف ودعوة إلى الخيرات ونهي عن المنكرات، لتحل محله صور مشوهة، محتواها يناقض قيم الإسلام النبيلة وما يدعو إليه من مكارم الأخلاق.