أليس غريبا أن يخرج علينا اليوم أطر طبية ويبررون سبب تزايد أعداد الوفيات بفيروس “كورونا” الى النقص الحاد في أجهزت التنفس الاصطناعي؟ ألا يجعلنا هذا نتسائل عن مصير 500 جهاز التنفس الاصطناعي الذي تم تصنيعه من طرف وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، بتعاون بين الوزارة وتجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء، والمعهد الوطني للبريد والاتصالات، والمركز المغربي للعلوم والابتكار والبحوث، والوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، وقطب الابتكار للإلكترونيك، وجامعة محمد السادس للبوليتيكنيك، وتجمع ” Aviarail-PILLIOTY-SERMP” ؟
ما يقع اليوم بالمستشفيات المخصصة لعلاج مرضى كوفيد-19 بالمملكة يدعو للشك والريبة وعدم الثقة في تصريحات مسؤولينا وما مادي صدفهم. فمولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، خرج على المغاربة في أبريل الماضي بخبر مفاده أن المغرب بات باستطاعته إنتاج 500 من أجهزة تنفس اصطناعية بنفس معايير تصنيع بعض الأجزاء الموجهة لطائرات “إيرباص” و”بوينغ”، مشيرا إلى أن تصميم هذا الجهاز، هو مغربي بالكامل، فأين هي هذه الأجهزة؟
لقد أصبح التوفر على جهاز للتنفس الاصطناعي اليوم تتحكم فيه العديد من الاعتبارات وهو ما يضع الأطر الصحية في موقف لا يحسدون عليه بين تأدية واجبهم المهني والإنساني وغياب المعدات والتجهيزات الأساسية لأنقاد الأرواح هذا في الوقت الذي تقف فيه وزارة الصحة موقف المتفرج في ساحة المعركة.
والحديث عن وزارة الصحة هنا يجرنا إلى مسائلة أيت الطالب بماذا ستبرر الارتفاع المتزايد في عدد الوفيات هذه المرة، في تهاون المواطنين كالعادة أم إلى غياب الحد الأدنى من مسائل التمريض؟ لماذا تصر على وضع مهنيي الصحة أمام الأمر الواقع، وفي مواجهة استفسارات المواطنيين المشروعة؟ لماذا تجبرهم على الإجابة بدلك وتبرير سوء تدبيرك للازمة من جهة وللمنظومة الصحية من جهة أخرى؟