كشف الخبير في معهد باستور، إدريس الحبشي، معطيات مثيرة حول الضجة التي أحدثتها لقاح أسترازينيكا المعتمد بالمغرب والذي حامت حوله الشكوك في تسببه بتجلط في الدم ما طرح العديد من الأسئلة حول مدى فعاليته.
وقال الحبشي في تدوينة على حسابه بالفيسبوك:” لقد تبين في اعتقادي أن الضجة الإعلامية و تلك الخرجات السياسة حول لقاح استرازينكا كانت زوبعة جعلتها بريطانيا في فنجان…!!!…كانت بعيدة كل البعد عن الأسس العلمية المحضة ….بل خلفياتها تحكمت فيها جوانب سياسية صرفة….. ضد بريطانيا….هاته الأخيرة التي استمرت في التلقيح بنفس اللقاح رغم الضجة وكل حالات الضغط …و التي كان الخفي منها أكثر من الظاهر…. فتوالت الدول الأوروبية في التوقيف يوما بعد يوم …وانتظار قرار الإتحاد الأوروبي …يا سلام…قرار تكثل قاري “.
وأضاف:” للعلم أن بريطانيا قبل الاتحاد عملت دراسة على 17مليون ملقح بجميع الدول التي وزع بها لقاح استرازينكا وخلصت الدراسة بدون عوارض ولا أعراض خطيرة كما نشر آخرون….واستمرت في التلقيح…ولم تبالي….كانت لها الأجوبة العلمية لذلك قبل اجتماع الاتحاد الأوروبي ونشرتها قبل ذات الإجتماع…فوقعوا في حرج…من دوافعهم…بعد دراسة بعدية على عينة من 17 مليون ملقح….أمام دفوعات الأوروبيين التي اعتمدت على حالات معدودة موزعة على جميع دول الاتحاد…..!!!! “.
وبحسب الحبشي، فإنها “صراعات البيغرما bigpharma التي انطلقت منذ مدة ولكن وصلت أوجها وأصبحت تتحكم في سياسيي الحكومات….والاتحاد الأوروبي مازال جرح انسحاب بريطانيا ينخره….ناهيك عن نجاح لقاحها وسهولة تخزينه و كذلك نتائجه المهمة بجميع الدول التي اعتمدته….و شركة أسترازينكا غزت الأسواق بما فيها الأوروبية…ولكن هناك دول أوروبية…….وخصوصا دول غرب أوروبا هي في مراحلها الأخيرة من تطوير لقاح للتمنيع من فيروس كورونا ومنها فرنسا مثلا …ولن تجد شركات تلك الدول لها موطئ قدم بعد احتواء السوق من طرف فايزر واسترازينيكا ….تلك الدول ضدا في بريطانيا ولقاحها سمحت بلقاح سبوتنيك الروسي التي كانت تشكك فيه و ضده سابقا….!!!!….وفي ظرف وجيز تم السماح له بكل التراخيص …!!!!…بما في ذلك التصنيع بأوروبا الغربية كألمانيا مثلا….!!!!…. ولولا أنها الصين لرخصوا للقاح سينوفارم….!!!”.
ونبّه الخبير في معهد باستور إلى أن “المغرب كان مثريتا ومتزنا وغير متسرع….. ولم ينجر إلى ذلك الضغط الدولي الاروبي….ولا إلى الضغط وحملات التخويف والتشكيك…. بل استمر في التلقيح بناء على معطياته المحلية من متابعة الملقحين على غرار بريطانيا….”.
وأكد الحبشي، على أنه “يجب استخلاص الدروس الاستراتيجية من ذلك….لا تمر علينا هاته الأحداث مر الكرام….لأن الأمر جدي للغاية يتعلق ليس فقط بصخة وحياة المواطنين حاليا….بل مستقبلا ….فإذا كانت تلك الدول المصنعة تعاملت بمنطق تصفية الحسابات السياسية ومنطق الأنانية فيما بينها…..فكيف بها التفكير في شعوب الدول النامية والدول الضعيفة…..!!!!…ومنها المغرب بلادنا…..!!!!”.
وعليه، يضيف المتحدث ذاته، “فالمغرب نجح لحد الآن في التطويق رغم الصعوبات …ونجح في اقتناء ملايين الجرعات عبر قنواته الديبلوماسية الغير الظاهرة بوأته صدارة إفريقيا…ونتمنى أن ينجح في اقتناء ملايين أخرى من الجرعات للإسراع بالتمنيع الجماعي….ونجح لحد الآن في حملته التلقيحية وتنظيمها اللوجيستيكي المحكم بوأته كذلك ترتيبا عالميا مشرفا…. وحقق اكتفاء أمنه الغذائي منذ سنوات ….وهو سائر في تحقيق أمنه الطاقي من الطاقات المتجددة…فما ينقصنا هو تحقيق أمن صحي…عبر اكتفاء ذاتي من الأدوية واللقاحات والمستلزمات الطبية …تنقصنا استراتيجية وطنية جادة لذلك….عبر تعليم و تكوين مندمج يصب في الوصول لتلك الأهداف….”.