على شاكلة “اعطيني صاكي” للفنانة الشعبية زينة الداودية، و”اعطيني باكي” للكوميدي “إيكو” تباكى بعض مستشاري الجماعة الحضرية بمكناس على رئيسهم من أجل أن يمنحهم إدارة الأسبوع الثقافي أو بالأحرى “أسبوع الزْهُو” المزمع إقامته خلال الأسابيع المقبلة.
حدث هذا خلال آخر دورة عادية للمجلس، والتي حضرها عدد قليل من المستشارين كعادتهم. وشكلت نقطة “اعطني أسبوعي” محور النقاش، وصلت حد الصراع بين بعض المستشارين، حول من سيحظى بشرف “التبناد”، بمعنى من سيتسلم مهام مدير الأسبوع الثقافي خلال النسخة القادمة. كأن مدينة مكناس والمكناسيين لا ينقصهم سوى “البندر”.
وقد بدا الرئيس “المسكين” محتارا ومغلوبا على أمره، في اختيار المستشار الذي سيمنحه شرف “التباد” كمدير. بالمقابل عارض ثلة من مستشارين إقامة هذا الأسبوع الثقافي في هذا الظرف بالذات، ليس ترشيدا لميزانية الجماعة، أو دعوة منهم من أجل التفكير في وسيلة للحد من نزيفها، أو البحث عن طرق تعود بالنفع على المدينة كما قد سيعتقد البعض، بل خوفا على من خسارة مقاعدهم خلال الاستحقاقات الجماعية المقبلة إذا تم استغلال الأسبوع الثقافي لأغراض انتخابية.
وأمام هذا التسابق على “الزْهٌو” لن يبقى أمامنا سوى تهنئة أهل مكناس بهذا المجلس “الزهواني”، الذي يتسابق أعضائه بما فيهم المحسوبين على المعارضة، والمنتمين لحزب بنكيران، لا شيء سوى لأجل سواد عيون ساكنة مكناس و لإرضائهم، وتهيئ الأجواء المناسبة لترويح عن نفوسهم. فهل هناك مجلس بلدي مثل الذي يوجد في مكناس؟
بالمقابل، لا يسعنا إلا أن نشكر هؤلاء المنتخبين على التضحيات الجسام التي يقدمونها، وكيف يتسابقون ويقلبون الطاولات على رئيسهم لإقامة هذا الأسبوع الذي يضمن لهم أجواء “التفاطح” في فنادق من خمسة نجوم وما يرافق ذلك من مأكل ومشرب وما جوارهما. في حين يتركون للمكناسيين حضور الحفلات ومهمة التصفيق، وليس كل المكناسيين بطبيعة الحال، بل فقط المحضوضين منهم، ممن ينعم عليهم مرشحوهم بتذاكر الدخول للحفلات. فما يقوم به هؤلاء المستشارون الجماعيون طيلة مدة “اعطيني اسبوعي” دليل على أنهم يفكرون في الأمور التي ترضي الساكنة “باش حتى حجة من تخصها”. أفلست مكناس محضوضة بمجلسها..؟
ولعل ما يؤكد أوطرحة أن هؤلاء المستشارون “ما مخلينش من جهدهم” الحدث الذي وقع خلال الدورة الأخيرة من الأسبوع الثقافي، وكيف أن المدير “الزغبي” لتلك الدورة أدى مبلغ أحدى الفرق الشعبية من ماله الخاص عندما اتصل بالرئيس لكي يمده بالسيولة الكافية لتغطية مصاريف الأسبوع، ليتفاجئ بهاتفه خارج الخدمة، هو والكاتب العام و “حصل حصلا خايبة”، ليطلب من أحد المقربين إنقاذه من هذه “التوريطة”. وما كان ليفعل إلم يكن متأكدا أنه سيستخلص أضعاف المبالغ التي أداها. وحتى لا تتكرر نفس الوقعة مرة أخرى فكر المستشارون، كي لا يضن أحد أنهم لا يبذلون أي مجهود، واقترحوا على الرئيس، الذي لا يهمه من المهرجان سوى دعوة أصدقائه الأجانب طيلة مدة الأسبوع وإكرامهم إغداق الهدايا عليهم من ميزانية الجماعة، كما فعل خلال الأيام الأخيرة مع الوفد الصين الذي حل بمكناس بدون مهمة، اللهم رغبة الرئيس في إكرمهم واستضافتهم بفندق “الدالية” وبإحدى اقامات أحد المستشارين وعلى حساب ميزانية الجماعة في خرق سافر لمقتضيات الميثاق الجماعي الذي يمنع المستشارين أو المقربين منهم من استغلال مالية الجماعة. (اقترحوا) أن تكون ميزانية الأسبوع تحت تصرف مدير المهرجان، أو رئيس اللجنة الثقافية والفنية والرياضية، حتى يمر “أسبوع الزهو” في أحسن الضروف.
فأن تكون ميزانية الأسبوع تحت تصرف مستشار، أو رئيس قسم فهذا يعني “كول وبقّي” . و لعله الدافع وراء التصريح بميزانية لا علاقة لها بالميزانية الحقيقية خلال الدورة الأخيرة للأسبوع الثقافي، عندما تم التصريح بميزانية قدرها 80 مليون سنتيم، في حين الميزانية الحقيقية تفوق بكثير هذا المبلغ. المهم أن القائمين على هذا الأسبوع “ناشطين أواكلين” والدليل، أنه لو لم تكن هذه العملية ما استطاع راعي الأسابيع الثقافية والفنية والمهرجانات الأخرى أن يقتني بقعة أرضية على شكل فيلا بتجزئة “رأس أغيل”. وليسمح لي الشاعر الطنجاوي المرحوم الحلوي أن أحرف بيتا من أبيات قصيدته “المطعم البلدي” لأقول:
إذا كان في كل بلد ما يُشان به ** فإن في مكناسة المجلس البلدي
فؤاد السعدي – الجريدة