الجريدة | هاجر العنبارو
في لقاء رسمي جمع بين وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ورئيس مجلس الشيوخ البرازيلي رودريغو باتشيكو، أكدت البرازيل موقفها الرسمي الداعم لمغربية الصحراء، مشيدة بعمق العلاقات الثنائية بين البلدين التي تمتد إلى شراكات استراتيجية في عدة مجالات. وأثناء استقباله في مقر وزارة الخارجية بالرباط، أشار باتشيكو إلى القواسم المشتركة التي تجمع المغرب والبرازيل، مؤكدًا أن البرازيل، وعلى الرغم من عدم اعترافها بما يُسمى “الجمهورية الصحراوية”، تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب حلاً واقعيًا وعمليًا لتسوية النزاع في الصحراء.
ويعزز هذا الموقف البرازيلي، الذي تم التعبير عنه بوضوح من خلال قرار تبناه مجلس الشيوخ في يونيو 2023، الدور الفعّال الذي تلعبه البرازيل في دعم جهود المغرب لحل النزاع الإقليمي. وقد جاء في القرار، الذي وقعه 28 من أعضاء مجلس الشيوخ من مختلف الأطياف السياسية، أن المقترح المغربي يمثل أساسًا جادًا وموثوقًا لتسوية سياسية تتماشى مع قرارات مجلس الأمن الدولي.
وشدد باتشيكو، الذي يُعتبر الشخصية الثالثة في التسلسل البروتوكولي بالبرازيل، على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيرًا إلى أن البرازيل تعد من بين أبرز الدول المنتجة للمواد الغذائية، وتعتمد بشكل كبير على استيراد الأسمدة من المغرب لدعم إنتاجها الزراعي، كما تطرق إلى مجالات التعاون المتعلقة بالبيئة والمناخ، حيث وجه دعوة رسمية للمغرب للمشاركة في مؤتمر المناخ الذي سيعقد في منطقة الأمازون بالبرازيل في السنة المقبلة.
ولم تغب الجوانب الثقافية والشبابية عن جدول اللقاء، حيث أشاد المسؤول البرازيلي بأهمية الخط الجوي المباشر الذي يربط بين الدار البيضاء وساوباولو، داعيًا الشباب من البلدين إلى اكتشاف كل من المغرب والبرازيل والاستفادة من التبادل الثقافي.
وتأتي زيارة باتشيكو إلى المغرب في سياق الاحتفال بالذكرى العشرين للزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى البرازيل في نونبر 2004، والتي مثلت نقطة تحول هامة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وتعد البرازيل من بين أكبر 10 شركاء تجاريين للمغرب، وتلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الدبلوماسية المغربية في أمريكا اللاتينية.
في إطار الشراكة الاقتصادية، تبرز العلاقات القوية بين المغرب ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) في مجال الفوسفاط، وهو التعاون الذي يسهم في تعزيز الأمن الغذائي في المنطقة ، بحيث فتحت زيارة رئيس مجلس الشيوخ الباب لمزيد من التعاون في مجالات أخرى، بما في ذلك الصناعات الدفاعية واستكشاف الموارد البحرية في المحيط الأطلسي، حيث يتشارك البلدان سواحل بحرية واسعة.
وأكدت زيارة المسؤول البرازيلي على عمق العلاقات الاستراتيجية بين المغرب والبرازيل، مع تعزيز التعاون في مجالات متعددة بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز مكانة المغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي.
