الجريدة – عصام الطالبي
بعد فضائح الاعداد للاوائح الانتخابية وما واكبها من استياء وتظمر مناضلي حزب الاصالة والمعاصرة على اعتبار أنه لم يتم فيها الاحتكام الى مبدأ الشفافية والرصيد النضالي في اختيار مرشحي الحزب. جاءت فضيحة البرنامج الانتخابي للحزب والذي أوكل أمر اعداده الى مكتب للدراسات في أطار صفقة كباقي الصفقات الشيء الذي يطرح أكثر من علامات استفهام فيما إن كان الحزب لا يتوفر على تصور مجتمعي قادر على تلبية احتيجات المواطنين.
لجوء إلياس العماري للمكتب الدراسات يفسر له ما يبرره فإما أن حزبه لا يعرف ما يريده الشعب، وإما أن هذا الحزب لا يتوفر على أطر وكفاءات من الشعب، تفهم جيدا التصور الفكري لحزبها، وتعرف الخصوصيات السوسيواقتصادية للمواطن، وتستوعب الاكراهات والإمكانيات التي تتوفر عليها البلاد، وتستشرف الآفاق المستقبلية
هذا وقد حمل برنامج “البام” تناقضات صارخة، تجلت في الادعاء بتغيير حياة المغاربة خلال 100 يوم فقط من رئاسته للحكومة، وهو الامر الذي يعد استهتارا واستخفافا بذكاء المواطن المغربي من جهة، وسرده لبعض الأهداف والوعود الكبيرة دون تفصيل كيفية الوصول لها من قبيل معدل النمو من جهة أخرى. مما يفسر أن حزب الاصالة والمعاصرة اعتمد برنامجا خرافيا يحيد عن الموضوعية والواقعية ويعتمد التسويق للوهم والتظليل.