عصام الطالبي / الجريدة
لم أشأ أن أقف اليوم هذا الموقف لأكشف لجماهير طنجة العتيدة حقيقة ما يجري بداخل ببيت فريقها الأزرق من عبث وارتجال. فما يعيشه الفريق الآن من نشوة التألق لا يعدو أن يكون نشوة العروس في ليلة الزفاف. ومع الأسف هذه هي الحقيقة التي تم استنتاجها خلال الندوة الصحفية التي نظمها المكتب المسير لفريق الاتحاد يوم الاربعاء لتقييم حصيلة الفريق خلال النصف الأول من الدوري الإحترافي المغربي، التي غابت عنها الشفافية، وحادت عن منطق المكاشفة والوضوح. وبدا أن المكتب قد صدق أكذوبة أن تسييره لشؤون الفريق بلغ مرحلة النضج وأصبح احترافيا يجاري تسيير فرق كبيرة، متى وكيف حصل هذا؟ تلك هي النقطة التي أفاضت الكأس، وفرضت علينا أن نكشف عن عدة حقائق صادمة قد لا تناسب جمهور طنجة العريض.
أما عن أولى الحقائق هو أن الندوة غاب عنها المدير التقني الذي كان من المفروض أن يكشف عن حصيلة الشطر الأول، ويعطي تصورا للاهداف المستقبلية المسطرة خلال النصف الثاني من البطولة واكتفت اللجنة التنظيمية في غياب الإدارة التقنية بتوزيع أوراق تضم حصيلة الفريق التقنية مصاغة باللغة الفرنسية، كأننا سنناقش حصيلة فريق يمارس بالدوري الفرنسي، وهي فرصة نغتنمها لنذَكر المكتب بأن اللغة الرسمية للمملكة التي ينصُّ عليها الدستور هي اللغة العربية. ولعل المكتب اعتقد أن صياغة التقرير باللغة الفرنسية المستعصية على البعض قد يجنبه انتقادا هو في غِنىً عنه. ويبدو أن في شدة ذكاء الادارة التقنية التي أصبحت حكرا على الكاتب العام يكمن الغباء، خصوصا عندما أدرج في التقرير المتعلق بالحصيلة أن من ضمن أسباب تخلي الفريق عن بعض اللاعبين ومن بينهم الكرواتي “زوران” هي صعوبة التواصل معه على اعتبار أنه لا يتكلم سوى اللغة الكرواتية، وبطيئ على مستوى التموقع. لنتسائل عن دور الإدارة التقنية؟ ولماذا لم تنتبه لهذه الأمور قبل أن تستقدمه؟ وأين كانت عندما أبرمت هذه الصفقة التي أضاعت على ميزانية الفريق مبالغ منحة التوقيع، وتغطية مصاريفه، وراتبه الشهري لمدة ستة أشهر. بالإضافة الى اللاعب الرحماني الذي تم تسريحه بسبب بطئه في اللعب وكثرت أخطائه، لنتسائل مرة أخرى عن الجهة التي أستقدمته للعب في الفريق وماذا كان المقابل؟
ثاني الحقائق التي تجعل عشاق اتحاد طنجة يضعون ايديهم على قلوبهم في كل لقاء أملين انتزاع نقطة واحدة على أقل تقدير هو غياب القاعدة التي تضمن للفريق الاستمرارية في حصد النتائج الإيجابية وللجماهير الطمئنينة على مستقبل الفريق، ولماذا هذا التأخير في رد الاعتبار لمدرسة الفريق التي كان من المتوقع أن يتسلم زمامها الإطار التقني حسن أجنوي وما هي الأسباب التي جعلت المكتب المسير يفك الارتباط به؟ سؤال كان رد الرئيس عليه أن أجنوي طالب المكتب بمبالغ كبيرة مقابل توليه مسؤولية إدارة مدرسة الفريق لنفاجئ بمداخلة من احد الزملاء الصحفين المقربين من أجنوي الذي كشف أن الانفصال عن الاتحاد لم تمليه الاعتبارات المادية كما زعم الرئيس بل بسبب تدخل اشخاص من داخل المكتب “والفاهم يفهم” وأنه أراد المساهمة حبا في الفريق ليس إلا. هي نقطة من بين مجموعة من النقط سيعمل موقع الجريدة الإلكتروني على كشفها عبر أجزاء سنخصصها لوضع جماهير ومحبي فارس البوغاز في الصورة ونذكر كل من سولت له نفسه العبث بالفريق بأن اتحاد طنجة ليس باللقمة الصائغة ولن يرضى بالقمة بديلا، وستكون أقلامنا أولى من ستتصدى له.
أما من يستحق أن نقف له وقفة إحترام واجلال هو جمهور طنجة العريق التي يستحق أن نرفع له القبعة مقابل ما أسداه للفريق. فغيرة هذه الجماهير لا تختلف عن غيرتنا وحبنا للزرقاء لانه مهما اختلفنا فحب الاتحاد يجمعنا. ولاداعي لاتهامنا على أننا أقلام مأجورة تسعى للتشويش على الفريق بل أقلاما جريئة ماضية في فضح العابثين ومصرّة على تنقية البيت الداخلي للفريق وسنظل شوكة في حلق الفاسدين حتى تعمه الشفافية شعارنا إتحاد طنجة أولا.
يتبع في الجزء الثاني…