لم يتأخر رد ناصر الزفزافي، أحد قادة حراك الريف، الذي انطلق بعد مقتل “محسن فكري” مطحونا داخل شاحنة للنفايات، بعدما صادرت السلطات كمية من بضاعته، على تصريحات والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، محمد اليعقوبي، معتبرا إيّاها بأنها تبخّس عمل المؤسسات والدولة”.
وقال الزفزافي في شريط بثه على صفحته الرسمية بـ”الفيسبوك” مساء أمس الإثنين، ردا على تصريحات اليعقوبي، الذي كان قد أكد أن “الوضع في الحسيمة مستقر وسيتابع قضائيا بعض قادة الحراك”، (قال) إن “اليعقوبي متناقض في كلامه، إذ يعتبر أن الحسيمة مستقرة، إذا كان الحال هكذا، لماذا يتواجد الجيش والدرك الحربي في الحسيمة والمظليين الذين من المفترض أن يتواجدوا في الكركرات وليس في إقليم الحسيمة، قبل أن يتابع بالقول: “الوالي اليعقوبي أهان المواطنين ونحن نعتبره مجرد (بيدق)”، على حد تعبير الزفزافي.
وأشار الزفزافي إلى أنه على “الجيش والدرك الحربي والتدخل السريع والقوات المساعدة والوحدات العسكرية المتواجدة في الريف الذهاب إلى الصحراء، فنحن لا نهدد أمن البلد بل نضمنه، فالريافة هم من بين السكان القلائل الذين يمكن أن يؤتمن بهم، ما يريدون هو الكرامة”، على حد تعبيره.
واتهم الزفزافي في كلمة له بثها على صفحته الرسمية: الوالي “اليعقوبي بنهج ما اسماه “سياسة خبيثة” في الريف معتقدا أنه سينجح كما نجح في طنجة وهو واهم، قبل أن يشير بالقول: ”الوالي لا يؤمن بشعار المؤسسات، وسحب البساط من تحت المنتخبين، ولجأ إلى الإعلام الدولي، لأنه يعلم أن الإعلام الرسمي لم تعد تثق فيه الجماهير الشعبية والمنظمات الدولية”، مؤكدا في السياق ذاته أن “شيئا ما يطبخ وراء الكواليس”.
وعن مستقبل الحراك الشعبي الذي يدخل شهره السادس، اعتبر الزفزافي أنه “مرتبط بنضالات الجماهير الشعبية، التي طنطنت في رؤوس الأفاعي والديكتاتوريين، ولم تجد الداخلية من سبيل لوقف زحف الجماهير إلا خلق حراك مضاد، من خلال الاعتماد على مجموعة من البلطجية وذوي السوابق العدلية لضرب مطالبنا المشروعة.
“لم نعد نثق في الوالي لأنه وعدنا في الشهور الماضية ببناء المستوصفات والطرق والمدارس لكنه لم يف بوعده، وسنواجهه بهذا الحراك الضخم، لأن (الريف فوق كل اعتبار)”، يقول الزفزافي، قبل أن يؤكد أن “الحراك كشف حقيقة الدولة المغربية في تعاملها مع المواطنين، نحن نعيش 60 سنة من الحصار السياسي والاجتماعي والثقافي، تحت وطأة الظهير المشؤوم الذي يعتبر إقليم الريف منطقة عسكرية متوترة تمنع فيها كل أشكال التنمية والإقلاع”.
وأورد الزفزافي في حديثه، أن “الدولة تشرعن العنف والوسائل لنسف الحركات الاجتماعية، موضحا أن “الملف الحقوقي واضح إلا أن الدولة حاولت تشويه الحراك عبر مجموعة من الاتهامات، لكنه استطاع دحضها، لأن هذا حراك جماهيري لا ينبثق عن أي إطار سياسي.
ولفت الزفزافي، الذي يقود الحراك الشعبي في إقليم الحسيمة، الانتباه إلى أن “الحراك رفع شعارات سلمية استطاع أن يكسب تعاطف الريفيين وحصل على دعم على المستوى الأوروبي، وأحدث حركات احتجاجية راقية”، مؤكدا “نحن مستعدون للتضحية والشهادة في سبيل الريف”، وسنحقق مطالبنا رغم أنف اليعقوبي، لأننا شعب حر ولا يرضى بالمذلة.
وعاد الزفزافي في حديثه بالقول إن “الحراك يتقوى ويزداد قوة يوما بعد يوم، وسيستمر رغم تهديدات الوالي تجاه قادة الحراك، لأننا لم يعد لنا ما نخسره، نحن نعيش في دولة (باك صاحبي)، ولا نعرف لحد اللحظة سبب غياب الملك”، مشيرا إلى أن الوالي مجرد (بيدق)، والأحزاب مرفوضة في الريف”.
وتوّعد الزفزافي الوالي اليعقوبي بالمزيد من الصمود والثبات مشيرا أن “تهديداتكم تزيدنا قوة، ونحن مستعدون للاغتيال، لأننا عاهدنا الله والمواطنين وريفيو الشتات، على أن لا نخون القضية، لأنه بعد تواجد الوالي في الأحياء التجأنا إلى القسم حتى نكون في صف واحد”، داعيا المحتجين إلى “المزيد من الصمود إلى حين تحقيق المطالب المشروعة”.