قال المحلل السياسي والبرلماني اليساري حسن طارق في تصريح لجريدة “العمق” على خلفية البلاغ الذي أصدره الديوان الملكي في حق تصريحات نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أنه لم يعد في الدستور مقدس، وأن كون “البام” حزب إداري أمر محسوم، وان مستشاري الملك عليهم احترام واجب التحفظ معبرا عن رفضه وانتقاذه لعملية عزل الأمين العام للحزب عن الحزب نفسه، مسجلا أن المواقف السياسية لوزير السكنى هي تعبير عن رأي مناضلي ومناضلات التقدم والاشتراكية.
وقد تطرق حسن طارق في تصريحه الى سبع ملاحضات وهي كالتالي:
أولا: لم يعد في الدستور المغربي من مقدسات، بعد أن تخلى الملك عن صفة القداسة، كل ما هناك وفق الفصل الأول من الدستور هو الثوابث الجامعة للأمة: الدين الإسلامي، الملكية الدستورية، الوحدة الوطنية، و الاختيار الديمقراطي.
ثانيا: مسألة النقاش حول تأسيس الأصالة والمعاصرة هي مسألة نقاش إستهلك في إبانه، والمواقف المتخوفة من شبهة حزب الدولة، أومن محاولة تكرار نماذج أحزاب الإدارة، كان قد تم التعبير عنها في سياقها من طرف قطاعات واسعة من الرأي العام، ومن القيادات السياسية.
ثالثا: نبيل بنعبد الله، سبق له أن نشر توضيحا في الصحافة، حول حواره مع أسبوعية الأيام، حيث قدم اعتذاره حول هذه الفقرة: ( مشكلتنا ليست مع الأصالة و المعاصرة كحزب، بل مشكلتنا مع من يوجد وراءه ومع من أسسه، وهو بالضبط من يجسد التحكم)، مؤكدا أنها عبارة عن خطأ غير مقصود، وأن الصحيح، هو أن الأمر يتعلق بفكرة التأسيس و المؤسسين و ليس عبارة “المؤسس”.
رابعا: التصحيح السابق، يعكس إتفاق الفاعلين السياسيين المغاربة، على نوع من تقدير الوضع السياسي لمستشاري الملك، وعلى احترامهم بالنظر لخصوصية وظيفتهم قرب المؤسسة الملكية، وعلى التمييز مثلا في حالة السيد فؤاد عالي الهمة بين مرحلة تحمله مسؤولية حزبية كأي سياسي مغربي وبين مرحلة تقلده مهمة مستشار للملك.
خامسا: في المقابل ومنذ حكومة التناوب التوافقي (بالضبط واقعة تصريح لأزولاي ينتقد فيه السياسة الاقتصادية لليوسفي)، كان هناك جدل حول ضرورة احترام مستشاري الملك لواجب التحفظ، وحول ضرورة احترامهم لحدود وصلاحيات باقي المؤسسات الديمقراطية.
سادسا: المواقف السياسية لنبيل بنعبد الله اتجاه العملية السياسية والبناء الديمقراطي، تعبر في الحقيقة على رأي مناضلي ومناضلات حزب التقدم والاشتراكية، بل و على رأي فئات واسعة من الديمقراطيين، و من المؤكد أن هذا الحزب، اتفقنا أو اختلفنا معه قد حافظ على قراره السياسي المستقل.
سابعا: موقف”التشفي” في نبيل بنعبد الله، الذي وصل إلى أشباه صحافيين وإلى مسؤولين حزبيين وقيادات سياسية، هو مجرد حالة باتولوجية/مرضية، تشكل خليطا من الحقد والتفاهة والانحطاط الأخلاقي، وهو بذلك يصعب تحليله داخل سجل” السياسة “.