متابعة | يوسف المنصوري
من قلب مدينة طنجة، حيث الأصالة تلاقي الطموح، برز اسم عائلة “العصعاص” كمرجع وركيزة في مجال فنون الدفاع عن النفس ، عائلة فاضلة ومحافظة، اختارت منذ عقود أن تجعل من الرياضة، وتحديداً الكراطي، طريقاً لتربية الأجيال وغرس مبادئ الانضباط والدفاع عن النفس في نفوس الأطفال.
اشتهر اسم “العصعاص” منذ كنا أطفالاً، وكان ولا يزال يفرض حضوره في كل زاوية من زوايا الذاكرة الطنجاوية، إذ تتلمذ على يد هذه العائلة أجيال متعاقبة من الصغار، وتزينت صدورهم بشهادات تقدير وميداليات في بطولات جهوية ومحلية ودولية ، تشهد على عراقة هذا الامتداد الرياضي النبيل.
اليوم ، يستمر هذا المجد العائلي في الوهج، وهذه المرة عبر الشاب الطموح عبد الكريم العصعاص، الذي حمل اسم طنجة والمغرب إلى خارج الحدود، بقميص اتحاد طنجة في الدوري الدولي المنظم من طرف الجامعة الفرنسية بالعاصمة باريس.
عبد الكريم، البطل الهادئ المفعم بالحيوية والنشاط، يسير بخطى ثابتة في مسار تصاعدي نحو الاحتراف والعالمية ، بطل يتحدث إنجازه عنه، لا صوته او صوره .. بصم بقوة في الساحة الأوروبية بفوزه بلقب بطولة فرنسا للكيك بوكسينغ في وزن أقل من 71 كلغ، وهو إنجاز يضاف إلى رصيد عائلة لم تتوقف يوماً عن العطاء.
وراء هذا المسار الاستثنائي، يقف المرجع والأستاذ الكبير “عبد القادر العصعاص” الوالد والمعلم، الذي لا يزال يمد يده للجيل الصاعد، ينصح، يوجه، ويغرس حب هذه الرياضة النبيلة في قلوب الشباب، تماماً كما فعل منذ عقود.
اسم “العصعاص” لم يعد مجرد لقب عائلي، بل أصبح رمزاً للعزيمة، والانضباط، والتميز… قصة نجاح تُروى، ومسيرة تستحق أن تُكتب بحروف من فخر.