منعطف خطير تصل إليه قضية انتهاك الملك العام بمكناس أو ما بات يعرف بقضية بلعيد عابد ضحية عبث رئيس جماعة بعدما قررت المحكمة إلغاء القرار الجماعي المتعلق بإخلاء الملك العام.
فبعدما دخل بلعيد في اعتصام مفتوح وإضراب عن الطعام لأزيد من خمسة أيام، بسبب الظلم الذي تعرض له جراء قرار رئيس جماعة مكناس، بعد أن منح ترخيصا للمسمى عبد الحكيم الغوات من أجل استغلال الملك العام وإقامة كشك حديدي بملتقى سوق الخرازة وشارع العودة. وهو قرار اعتبر بمثابة تعويض الجماعة لهذا الأخير عن قرار إلغاء سابق يقضي بإزالة كشك حديدى للمعني المتواجد على مستوى “الجوطية” بعد قيام نزاع بينه وبين سيدة منذ 2005 ولم يتم تفعيله إلا مع قدوم هذا المجلس، ونظرا لصعوبة تنفيذ قرار الإلغاء تمت عملية التراضي بين الجماعة وعبد الحكيم الغوات بموجبه يقوم هذا الأخير بهدم كشكه في حين تعمل الجماعة على تعويضه بناء على محضر لجنة المعاينة لتصدر قرارها في صالح ـعبد الحكيم الغوات باستغلال الملك العام وإنشاء كشك حديدي بدل الذي كان لديه بـ”الجوطية” بجانب محل بلعيد عابد بباب الجديد، وهو ما خلف استياء تجار المدينة القديمة ومجموعة من فعاليات المجتمع المدني من الضرر الذي لحق زميلهم ورفع منسوب الغضب لديهم وجعلهم يقفون موقف المساند والمؤازر وحتى التصعيد إن لزم الأمر، غير أن تسارع الأحداث وتواترها وضع الرئيس في موقف محرج اضطر معه إلى إصدار قرار الجماعي غير الدائم عدد 40 الصادر بتاريخ 15 يناير 2017 المتعلق بإخلاء الملك العام، تعذر على الجماعة تفعيله لوجود عراقيل، الأمر الذي اضطر معه عبد الحكيم الغوات اللجوء إلى القضاء لإلغاء قرار الجماعة القاضي بالهدم، وهو ما تأتى له بعدما حكمت المحكمة بإيقاف تنفيذ قرار هدم كشك، وهو القرار الذي يعتبر ساريا على اعتبار القرارات القضائية تكبح القرارات الإدارية. وبالتالي استمرار اعتصام بلعيد، واستمرار إضرابه عن الطعام في انتظار أن يجد الرئيس مخرجا للورطة التي وضع نائبه الأول فيها. لأن في هذه القضية لا عابد بلعيد ولا عبد الحكيم الغوات يعتبران معا ضحيتان للتيسب والعبث الإداري.
وقد سبق للرئيس بوانو أن قطع على نفسه وعدا بإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي، ومؤديا على ذلك اليمين الغليظة، إلا أن هذا اليمين اصطدم بحكم المحكمة. فما هي الحلول التي سيلجئ لها للخروج من هذا المأزق الحرج غير استئناف حكم المحكمة؟ سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة، في قضية يبدو أنها ستكون وصمة عار على جبين الرئيس الذي يريد تعليق شمعة فشله على نائبه الأول وتقديمه ككبش فداء.
هي فضيحة تضاف إلى سلسلة الفضائح التي أذاق بوانو المكناسيين مرارتها، إلا أن هذه المرة ليس بطعم سياسي ولكن بنكهة اجتماعية صرفة، والجريدة من منطلق مهامها تنوير الرأي العام حاضرة ومواكبة لأدق تفاصيل هذه الواقعة، ولكل القضايا التي تنتهك فيها حرمة المواطن وكرامته، فقط لنرسل رسالة لكل من يدعي مولتها لتيار سياسي أو تبعيتها لهيئة سياسية، ماذا عساكم أن تقولوا اليوم عن قضية عابد بلعيد والغوات ؟ وفي أي خانة ستصنفون دفاعنا عنهما؟ ولكم أن تكيفوها كما شئتم مادامت عوراتكم قد انكشفت مازالت يوما عن يوم.
Very interesting points you have noted, thank you for posting.Blog monetyze