الجريدة | هاجر العنبارو
أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، توقيع اتفاق تسوية مع الحكومة بوساطة “وسيط المملكة”، لإنهاء أزمة طويلة الأمد استمرت 11 شهراً من الإضراب المفتوح الذي انطلق منذ 16 ديسمبر 2023، ورافقه حراك طلابي واحتجاجات واسعة، واجهوا خلالها تحديات متعددة، أبرزها مواجهات مع الأمن وأزمات قانونية.
وشهدت كليات الطب والصيدلة استفتاءً طلابياً ديمقراطياً صوّت فيه الطلبة على المقترح الحكومي، وقرروا تعليق الإضراب بعد استجابة الحكومة لمطالبهم، مثمنين دور “وسيط المملكة” في دعم جهود التفاوض ودفع عملية التسوية.
ونصّ محضر التسوية على تلبية غالبية مطالب الطلبة، بما في ذلك تحسين ظروف التكوين الطبي وزيادة جودة الخدمات الصحية، ما يعكس طموح الطلبة والمجتمع المغربي نحو تعليم طبي متقدم.
وجاء هذا الاتفاق بعد نتائج تصويت شهد تبايناً في الآراء حول العرض الحكومي. فقد وافق عليه أغلبية طلبة كليتي وجدة والدار البيضاء، فيما رفضته أغلبية طلبة كليات أخرى، حيث شهد يوم الأربعاء الماضي رفضاً بنحو 57٪ من الطلبة، مما دفع البعض لمطالبة اللجنة باتخاذ موقف حاسم لإنهاء المقاطعة.
وتضمن العرض الحكومي إعفاء الطلبة الملتحقين بكليات الطب قبل 2022-2023 من قرار تقليص سنوات الدراسة إلى ست سنوات، مع الاحتفاظ بالنظام السابق الممتد لسبع سنوات، كما اشتمل على التزامات بتحسين الدعم المالي وإصلاح برامج السلك الثالث، إضافة إلى إلغاء العقوبات التأديبية وإعادة تنظيم التمثيلية الطلابية.
وعبّر آباء الطلبة عن ثقتهم في مسار التسوية وأكدوا أن الاتفاق يفتح آفاقاً لعودة الاستقرار إلى الحياة الأكاديمية، مما يدعم رؤية شاملة في تعزيز الحماية الاجتماعية وتطوير التغطية الصحية الوطنية.