الجريدة | متابعة
نجا الرئيس السابق والمرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، من محاولة اغتيال، بعد تعرضه لإطلاق نار مساء السبت، أثناء تواجده على منصة خلال تجمع انتخابي حاشد في ولاية بنسيلفانيا، إذ أصيب بإصابات متوسطة قبل أن يتم إجلائه سريعاً.
وشوهد الرئيس الأمريكي السابق (78 عاما) وقد لطخت الدماء أذنه اليمنى، قبل أن يتجمع الحراس حوله وهو ينحني أسفل المنصة واتخذ ضباط مسلحون مواقع عند مقدمة المنصة.
ورفع ترامب قبضته مراراً وتكراراً للحشد وصاح بصوت مرتفع بينما كان أفراد من جهاز الخدمة السرية يرافقونه إلى سيارة.
وقال ترامب في أول تعليق على إصابته، إنه أصيب برصاصة اخترقت الجزء العلوي من أذنه اليمنى، مضيفاً: “من غير المعقول أن يحدث عمل كهذا في بلدنا”، وذلك بعد فحصه بشكل سريع في منشأة طبية محلية.
وأكد جهاز الخدمة السرية، أن ترامب أصبح في أمان بعد حادثة إطلاق النار، مشيراً إلى أنه اتخذ إجراءات وقائية، مشيراً إلى أن هناك تحقيقاً نشطاً في واقعة إطلاق النار وسيتم إصدار المزيد من المعلومات عند توفرها.
وأشار الجهاز إلى إن مطلق النار “أطلق النار مرات عدة باتجاه المنصة من موقع مرتفع خارج التجمع”، قبل أن يقوم عناصر الجهاز “بتحييده”. في وقت أفاد عدد من شهود العيان بأنّهم رأوا المسلّح قبل إطلاق النار وحذّروا السلطات.
من جهتها، ذكرت الشرطة المحلية أنّها “استجابت لعدد من التقارير عن أنشطة مشبوهة” دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وكان المسلّح يحمل بنقدية نصف آلية من طراز “إيه آر-15” (AR-15).
وغادر ترامب المستشفى، وشوهد وهو ينزل من سلم طائرته بعد هبوطها في ولاية نيوجيرزي في وقت مبكر من صباح اليوم (الأحد)، وفقا لمقطع مصور نشرته حملته الانتخابية على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي.
وأكدت حملة ترامب أن الرئيس السابق جاهز لحضور مؤتمر الحزب الجمهوري المزمع إقامته في مدينة ميلووكي أكبر مدن ولاية ويسكنسن، هذا الأسبوع ولمدة لأربعة أيام.
وتحدّث منافسه المحتمل في الانتخابات الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل، الرئيس الحالي جو بايدن فيما بعد مع ترامب، بحسب ما أعلنه البيت الأبيض، وذلك في أول اتصال بينهما منذ المناظرة الشهيرة قبل أكثر من أسبوعين.
وعلق الرئيس بايدن على الواقعة، قائلاً “إنه يشعر بالامتنان لسماع أن ترامب بخير ولا مكان لهذا النوع من العنف في البلاد”، داعياً إلى الاتحاد كأمة واحدة لإدانة ذلك، فيما أكد البيت الأبيض تلقي الرئيس الحالي إحاطة أولية بشأن الواقعة.
في السياق نفسه، قال المدعي العام لمنطقة بتلر في بنسلفانيا، إن المشتبه به في إطلاق النار على ترامب قتل، بالإضافة إلى شخص آخر من الحاضرين في التجمع الانتخابي.
بدوره أكد مكتب التحقيقات الفدرالي، خلال مؤتمر صحافي في ساعة متأخّرة السبت، أنّ إطلاق النار خلال المهرجان الانتخابي كان “محاولة اغتيال”. وحدد المكتب هوية ”الشخص المتورط” في محاولة الاغتيال، ويدعى توماس ماثيو كروكس، ويبلغ من العمر 20 عاما.
وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لكروكس قالوا إنه سجله ونشره قبل إطلاق النار، حيث ظهر يقول: “أنا أكره الجمهوريين وأكره ترامب”.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن “ماثيو كروكس” ينحدر من بيثيل بارك بولاية بنسلفانيا. وكان قد أطلق عدة طلقات من موقع مرتفع على سطح مصنع قريب من الحادث، على بعد أكثر من 130 ياردة من المسرح الذي كان ترامب يخاطب فيه أنصاره. وأشارت إلى أن طلقات كروكس أصابت أذن ترامب، وخدشتها، وأودت بحياة أحد المارة بينما أصابت اثنين آخرين بجروح خطيرة.
ويعد هذا التجمع هو آخر تجمع لترامب قبل المؤتمر الجمهوري الذي من المقرر أن يتم خلاله تسميته بشكل رسمي مرشحاً للحزب الجمهوري لمواجهة منافسه الديموقراطي جو بايدن.
وأثارت الحادثة صدمة في أنحاء العالم، وعبّر قادة بريطانيا وفرنسا وكندا واليابان وأستراليا والمجر والهند ومصر وسواها من الدول عن السخط والصدمة.