عبَّر عبد اللطيف وهبي، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، عن استغرابه الشديد من الرسالة التي كتبها “إلياس العماري” والتي دعا فيها إلى “المصالحة”، مشددا على أنه لا يعرف مع من يريد العماري أن يتصالح ولا من يقصد، وتابع “فطبيعته الشخصية هكذا، فهو يتصرف دون أن تعرف من يقصده ومن يستهدفه، أعتقد أن المصالحة المطلوبة هي المصالحة مع الذات”.
وأضاف وهبي، في حوار مع جريدة “أخبار اليوم”، في عددها الصادر غدا الاثنين، “بتنا نعيش أزمة خطاب داخل المكتب السياسي للحزب، ولهذا أصبح مطروحا علينا معرفة حدود دور الأمين العام وهل له الحق في التحدث باسم الحزب بعيدا عن قرارات ومؤسسات الحزب، لقد أصبحنا أمام مواقف تطرح إشكالات ولا تجد تفسيرا لها داخل التوجه الرسمي للحزب”.
ونبه المتحدث، إلى أن أعضاء المكتب السياسي للجرار سألوا إلياس العماري في اجتماع المكتب السياسي عن الرسالة فقال “إنها وجهة نظره الشخصية، رغم أننا لاحظنا أنه وقع المقالة بصفته كأمين عام للحزب، لقد قال لنا إن هذه وجهة نظر ثقافية”، وتابع “لكن في الحقيقة أنا أتساءل عن أي مصالحة يتحدث، ومع من سنتصالح، ومن لنا معه صراع؟ الواقع أن لنا خلافا سياسيا مع حزب يعمل في داخل المؤسسات ونحن في حاجة إلى تكريس العمل الديموقراطي بتطوير وإدارة هذا الخلاف، ولهذا لم أفهم توقيت وسبب الدعوة للمصالحة وحتى مضمونها”.
وبخصوص الدعوة التي وجهها حزب البام للاحتجاج إثر وفاة محسن فكري، قال وهبي لم يكن هناك أي اجتماع للمكتب السياسي لمناقشة هذا البلاغ، “فقط علمت أن الناطق الرسمي باسم الحزب هو الذي أصدر ذلك الموقف، ولست أدري من طلب منه ذلك، وما أؤكده أن ذلك البيان كان بعيدا عن تداول المكتب السياسي”.
أكد وهبي، أن حزبه يحتاج “خطابا عقلانيا يملك قوة اقتراحية، لا إلى خطاب رديء جدا أو آخر قائم على تهديد وحدة الدولة”، مردفا “لقد آن أن نتعامل بتواضع وعقلانية”.
وفي رده على سؤال ضمن حوار ليومية “أخبار اليوم” في عددها الصادر غذا الإثنين، بخصوص “تلويح إلياس العماري أمين عام حزب البام، بالانفصال وبالتهديدات الهوياتية بالتزامن مع أحداث الحسيمة”، قال وهبي: “أنا لا أفهم أهداف وخلفيات هذه التصريحات، لأنه حسب علمي لا توجد توجهات انفصالية في المغرب”.
وتابع أنه “في مدينة فاس مثلا رفعت شعارات أمازيغية، كما رفعت في المغرب كله شعارات تقول لا للفتنة ونعم لوحدة الوطن، وهناك إجماع على ضمان أسس الاستقرار والوحدة الوطنية المقدسة”، مضيفا “لذلك أنا أختلف مع من يدعي أن هناك خطر الانفصال، فنحن دولة عمرها قرون عديدة، بدأت أمازيغية وظلت كذلك احتضنت العرب وغيرهم ومنهم أمازيغيون عربهم الإسلام وعرب مزغتهم الطبيعة، فنحن دولة لها ثوابت”.
وأردف وهبي، قائلا: “نعم المغاربة غاضبون أحيانا لكنهم عقلانيون ويجب أن نحترم ردود أفعالهم، دون أن يعني ذلك المس بالوحدة الوطنية، كما أنه يجب عدم هدر الزمن السياسي بالتسريع بتشكيل الحكومة وفق النتائج الانتخابية، لأن ضمان استمرارية الديمقراطية في هذا البلد رهين باحترام نتائجها كيفما كانت وبناء المؤسسات الدستورية طبقا لها، لما له من انعكاس على الاقتصاد ودورته العادية”.