الجريدة | حاتم الطالبي
عادت ظاهرة الاستحواذ على الشواطئ من طرف “عصابات” منظمة جلّ أفرادها من ذوي السوابق القضائية، لتسجل حضورها ككلّ موسم صيف في أغلب الشواطئ بشمال المملكة، فرغم أن الشواطئ تبقى مكانا مفتوحا ومتاحا للعموم تجد هذه الكائنات تستغل رمال الشواطئ لتحقيق أرباح غير قانونية من خلال كراء المظلات والكراسي للمصطافين تحت الإكراه وبأسعار خيالية، مستغلين غياب المراقبة وتقصير السلطات.
فإذا كانت سلطات طنجة وتطوان قد تدخّلت بحزم هذه السنة من خلال القيام بمجموعة من الحملات استهدفت تحرير الشواطئ من قبضة هذه العصابات والتي لقيت استحسان المصطافين، فإن شواطئ وادلاو وبالضبط “شاطئ مكاد” لازالت تقبع تحت سيطرة بعض الأشخاص من ذوي السوابق يستعرضون عضلاتهم على مصطافين لا حول لهم ولا قوّة، في ظل غياب الأمن ولا ذنب لهم سوى أنهم اختاروا هذه المنطقة الهادئة للإستجمام والاستمتاع بعطلتهم رفقة أسرهم بعدا عن ضغط المدن.
وغير بعيد عن رمال وشواطئ القرية، تعيش ساكنة المركب السياحي “منارة مكاد”. في حالة من الاستياء والقلق بسبب تحوّل محيط المركب الى ملهى ليلي في الهواء الطلق، بعدما صار قبلة وملاذا آمنا للسكارى وتجار المخدرات وبائعات الهوى، حيث أصبحت ساكنة المنطقة تعيش تحت جحيم الموسيقى الصاخبة طوال الليل وضجيج السكارى والكلام النابي، وهو ما دفع العديد من الأسر مغادرة المركب بحثا عن إقامة آخرى تتوفر فيها شروط الأمن والهدوء، الشيء الذي سيجعل من المنطقة وجهة غير مرغوب فيها وبالتالي ستحرم المنطقة من موارد وعائدات مالية مهمة، خاصة وأن سكان المنطقة ينتظرون بفارغ الصبر قدوم فصل الصيف للاستفادة ماديا وتخفيف عبئ المصاريف السنوية.
إن ما يحدث بمنطقة “وادلاو” من ممارسات لاأخلاقية وإعتداء سافر على حريّة السياح والمصطافين يستدعي تدخل عاجل وحازم من طرف السلطات ومصالح الدرك الملكي لرد الاعتبار لهذه المنطقة وتحريرها من قبضة الخارجين عن القانون وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، علما أن أبطال هذه التجاوزات محسوبين على رؤوس الأصابع ومعروفين لدى عناصر الدرك الملكي.