متابعة | هيئة التحرير
مرة أخرى يثبت المستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة، أنه رمز الإهمال بصحة المواطنين، بعدما تعرض شاب لحادثة سير ليلة السبت المنصرم 11 أكتوبر الجاري، كُسرت خلالها رجله اليمنى، وظل يعاني من آلام شديدة وتهديد بتعفن الإصابة، وسط غياب الطبيب المداوم المختص في جراحة العظام (الدكتور أزرقان)، الذي كان من المفترض أن يتابع حالته صباح يوم أمس الأحد، لتضطر عائلته إلى تنقيله بالمساء لمصحة خاصة حيث خضع لعملية جراحية مستعجلة.
غياب الطبيب المختص لم يكن حادثا عابرا، بل هو انعكاس لظاهرة “السْليت” المستمرة في مستشفيات الشعب، حيث تتغيب الأطر الطبية الأساسية في عطلة نهاية الأسبوع والليل، مما يجبر المرضى على التوجه للمصحات الخاصة لإنقاذ حياتهم أو حماية سلامتهم، وهو ما يحصل في هذه الحالة بالضبط.
هذا الوضع يطرح سؤالا مباشرا على وزارة الصحة حول جدية محاربة هذه الظاهرة، التي تتحول فيها المصحات الخاصة إلى المستفيد الأول من غياب الأطباء، فيما المواطن المرتفق يدفع الثمن سواء بالمال أو بالخطر الصحي المباشر.
المستشفى الجهوي محمد الخامس، لم يعد مجرد مركز طبي، بل أصبح مسرحا لمعاناة المرضى بسبب سوء التسيير وغياب المحاسبة، ما يجعل من الضروري أن تتدخل الوزارة ليس للتجميل السطحي للمستشفى، بل لضمان “تواجد الأطباء المداومين المختصين في جميع الأوقات الحرجة”، وحماية حق المواطنين في العلاج المجاني والكافي.