كما تمت الإشارة إلى ذلك في المقال السابق الذي نُشر بموقع “الجريدة” الالكتروني تحت عنوان ” ما هي الرسالة التي أرادت شبيبة مزوار بعثها عن طريق إخفاء العلم الوطني المغربي؟ ” والذي حاولنا من خلاله إعطاء بعض الدروس والعبر عن الدلالات الرمزية للعلم الوطني، وأردنا عبره شدَّ آذان شبابنا وكبح حماسه الزائد لركوب سفينة السياسة، كي لا يعاود اقتراف فعلته المرتبطة بإخفاء العلم الوطني بشعار الحزب، والذي خلف ردود فعل متباينة بين الشاجب والمستنكر.
فخلال تعليقنا على الصور التي يظهر فيها العلم الوطني، خلف شعار حزب التجمع الوطني للأحرار، ارتأينا لفت الانتباه لما يعنيه العلم الوطن للمغاربة، حتى لا يتجرأ بعد الآن، أي أحد للتطاول عليه سوء بقصد أو عن دون قصد. وقمنا بهذا الأمر من منطلق الغيرة الوطنية التي نريد ترسيخها لذا شبابنا، وليس بدافع المزايدة. لأننا لا نشكل جبهة المعارضة لهؤلاء الشباب، ولسنا ضمن معادلة صراعاتهم السياسية، و لا ننتمي لأي حزب، اللهم حزب الوطن، الذي نفتخر بالانتماء إليه، وندافع عليه ضد كل من تجرأ ومس برمز من رموزه.
و لأننا نعلم أنكم تحبون هذا الوطن، ومستعدون لتضحية من أجله، آثرنا معاتبتكم عتاب الأخ للأخ، ولفت أنظاركم لما اقترفته أيديكم كي لا يتكرر نفس الفعل. وهنا وجب شكرنا، لا اتهامنا على أننا ننهج أسلوب المزايدة ضدكم. ولأنكم إخواننا، فلا يجوز للأخ المزايدة على أخيه. وعوض نهج أسلوب الهروب إلى الإمام ، كان الواجب عليكم الاعتذار لكل المغاربة. وحينها ستستحقون منا كل التنويه والثناء. وأشك أن تفعلوا لأن نرجسيتكم جعلتكم تعتقدون أنكم “قطعتوا الواد وانشفوا رجليكم”
كان من المفروض عندما حضرنا أشغال المؤتمر التأسيسي يوم الاحد الماضي، الذي لا نعلم أهو تجديد أو تأسيس لشبيبة التجمع الوطني للأحرار بمكناس، وعاينا الأجواء التي كانت. لافة انتباهنا العلم الوطني وقد تم إخفائه بشعار الحزب، فآثرنا الحديث على هذا الأمر وإعطائه الأولية لأهميته على أساس أننا سنتطرق إلى الحديث عن الأجواء التي مر فيها المؤتمر، والذي يعتبره القائمون ناجحا بكل المقاييس مستدلين على ذلك حسب اعتقادهم بالحضور الذي فاق 1000 مؤتمر ومؤتمرة، ولولا المآدب التي أعدت لهذا الغرض، وأشياء أخرى ما تجاوز العدد 200 على أقصى تقدير.
وبغض النظر عن الحضور، فهذا المؤتمر ، إن جاز أن نطلق عليه هذا الاسم، فشل فشلا ذريعا، سواء من ناحية الشكل، أو من ناحية المضمون. وأسقط بذلك الآمال التي عقدنها على شباب مكناس. و ما يمكن أن يصنعه هؤلاء الشباب إن منحت لهم الفرصة كاملة. لكن مع الأسف، خذلنا شباب مكناس، أو بالأحرى، خذلنا شباب التجمع الوطني للأحرار عندما نظموا مؤتمرا تأسيسيا كل مشاريع أورقه مأخوذة بالحرف من مواقع معينة من الانترنت، فمثلا مشروع ورقة “الشباب والعمل الجمعوي” استعمل فبها تقنية “copier/coller ” من الموقع “www.maroc-civil.ma/archives/89 “. أما مشروع ورقة حول “الشباب وسوق الشغل” جزء منها مأخود من مداخلة أحد البرلمانيين خلال مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2015 . فهل هؤلاء هم الشباب الذي يعول عليهم المكناسيين ؟ أبثقافة “copier/coller ” يمكن أن نطمح إلى مستقبل مشرق بهذه المدينة ؟
كذلك خذلنا شباب التجمع الوطني للأحرار بمكناس، عند قاموا بتأسيس منظمة هي في الأصل موجودة، ومجمدة لعدم اعتراف الحزب حينها بالتنظيم الشبابي، ولديها وصلها القانوني الذي سلمته الملحقة الإدارية 15 بتاريخ 20 ماي 2011 . فعن ماذا سنتكلم عن التأسيس أم عن التجديد ؟ ألا يعتبر هذا قفزا على المقتضيات القانونية المتعلقة بالتجديد؟
خذلنا الشباب التجمعي بمكناس أيضا، عندما أرادوا إيهام الجميع أنهم يؤسسون، والجاري في أبجديات التأسيس أنه تتم تلاوة مشروع القانون الأساسي من أجل مناقشته، والمصادقة عليه، وتقديم لائحة المرشحين للمكتب وانتخابهم من طرف المؤتمرين، لا ابتداع عرف لا يخص إلا صاحبه عندما أملى على الحضور لائحة لمجموعة من الشباب على أساس أنه هو مكتب الشبيبة الحالي، وادعى أنه يريد أن تناقش مشاكل الشباب بين الشباب أنفسهم. فعلى من أراد أن يقفز ” أبو العريف”، هل على الديمقراطية، أم على المؤتمرين والمؤتمرات الذين حظروا فقط لرد فضل مأدبة الغذاء ؟
أمر آخر عندما نتكلم عن مؤتمر ومؤتمرين جرت العادة أن تقام ورشات تناقش فيها أوراق المؤتمر، فأين هي هذه الورشات، أم أن “أب العريف” بدا له أن يبتدع بدعة أخرى ليقتصر المؤتمر فقط على الأكل والشرب والتصفيق وتمرير ما يمكن تمريره. إن كان هذا ما يريده ندعوه لان يسجل برئة اختراعه حتى لا يسرق احد مجهوده وفكرته.
كان من باب الأولى أن يعطي شباب التجمع الوطني للأحرار بمكناس المثل، و أن يكرس مفهوم الديمقراطية والشفافية بدعوة المكتب القديم للشبيبة التجمعية، ليعرض على من وُصفوا بالمؤتمرين انجازاته و ما تحقق خلال ولايته، وأن يتلو التقريرين الأدبي والمالي ويقدم استقالته ثم بعد ذلك يتم اقتراح الأسماء الراغبة في الترشيح وتحمل المسؤولية وانتخابها لا إملائها. عند ذلك سنكون أول المهنئين، وأول المعتزين بهؤلاء شباب على نضجهم السياسي وترفعهم على الكل الصراعات التي لا تخدم مدينة مكناس في شيء. ومع هذا وحتى إن خذلنا هؤلاء، فالأكيد أن هناك شباب آخرون يشتغلون في صمت وبتأن ورزانة، هم بحق أبناء مكناس الذين نفتخر بهم، لأنه لا خير في شباب تجمعي سار على نهج سلفه بمكناس…
فؤاد السعدي – الجريدة