الجريدة | أحمد الدريسي
في خطوة تعكس عمق العلاقات المغربية الإسبانية، وتحول المملكة إلى فاعل إقليمي يُعتمد عليه، كشفت وكالة الأنباء الإسبانية “أوروبا بريس” أن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أجرى، يوم الاثنين، اتصالاً مباشرًا مع وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، وذلك في خضم الانقطاع الواسع الذي عرفته شبكة الكهرباء في أغلب مناطق إسبانيا.
وبحسب نفس المصدر، فإن هذا الاتصال يأتي ضمن سلسلة من التحركات الدبلوماسية التي قام بها ألباريس مع عدد من وزراء خارجية الدول المجاورة، في مقدمتها المغرب، الذي لعب دورًا مهمًا في إعادة التوازن إلى شبكة الكهرباء الإسبانية، من خلال تفعيل الربط الكهربائي وتقديم دعم تقني ساعد على تخفيف آثار الأزمة.
وتُعد هذه الخطوة إشارة قوية إلى الثقة المتزايدة التي باتت تحظى بها المملكة المغربية كشريك طاقي استراتيجي في المنطقة، لا سيما في ظل التحولات الكبرى التي تعرفها المملكة في مجال الطاقات المتجددة وتعزيز البنيات التحتية العابرة للحدود.
ويُسجل مراقبون أن التعاون المغربي الإسباني في مجال الطاقة ليس وليد اللحظة، بل هو ثمرة سنوات من التنسيق والعمل المشترك، خصوصًا في ما يتعلق بالربط الكهربائي والتعاون في حالات الطوارئ. وقد أثبتت هذه الشراكة نجاعتها مجددًا خلال هذه الأزمة، حيث لم تتردد مدريد في اللجوء إلى الرباط في لحظة حساسة.
كما أكدت “أوروبا بريس” أن ألباريس لم يكتفِ بالاتصال ببوريطة، بل وسّع دائرة اتصالاته لتشمل مسؤولين في المفوضية الأوروبية، في وقت حرص فيه المغرب على التجاوب السريع، بما يعكس روح التضامن والتعاون الثنائي.
هذا التطور يُعد تأكيدًا جديدًا على أن المغرب لم يعد مجرد جار جنوبي لإسبانيا، بل شريك استراتيجي تُعوّل عليه