كشفت الدراسة التقييمية لمستوى التلاميذ المغاربة، التي قدمها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أمس الأربعاء فاتح مارس الجاري بالرباط، عن معطيات صادمة لواقع التعليم بالمغرب. وهمت هذه الدراسة عينة من أكثر من 34 ألف تلميذ وتلميذة، يتابعون دراستهم في مستوى السنة أولى ثانوي، أي الجذع المشترك.
700 ألف طفل خارج المدرسة
كشف عمر عزيمان، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين، عن وجود 700 ألف طفل مغربي خارج منظومة التعليم والتكوين، مضيفا أن الهدف من إدراج هذه الإحصائيات ليس أن يصدم الرأي العام أو التلاميذ أو الأسر، بل تشخيص المشاكل والأماكن التي يجب الاشتغال عليها لتجاوز المعيقات والاختلالات بمنهجية موضوعية من أجل تحسين أوضاع المنظومة التربوية”.
وأكد عزيمان، أنه ” لا يمكن إصلاح منظومة التعليم إذا لم نعرف ونشخص مواطن الخلل من أجل اعتماد منظومة تعتمد على تكافؤ الفرص والجودة في التكوين والارتقاء الفردي والجماعي”.
98 في المائة من التلاميذ فقراء
كشفت الدراسة التقييمية لمستوى التلاميذ المغاربة، همت التلاميذ الذين يتابعون دراستهم في مستوى السنة أولى ثانوي، أي الجذع المشترك، أن 98 في المائة من التلاميذ ينحدرون من أسر فقيرة ومتوسطة، مقابل 2 في المائة فقط ينحدرون من أسر ميسورة.
وبينت الدراسة ذاتها، أن آباء 6 في المائة من التلاميذ عاطلين عن العمل، مقابل 88 في المائة بالنسبة للأمهات، وأن 17 في المائة من التلاميذ آباؤهم موظفون، و14 في المائة من التلاميذ آباؤهم فلاحون، بينما 13 في المائة آباؤهم من التجار.
ونبهت الدراسة إلى أن 9 في المائة من التلاميذ آباؤهم متقاعدين، و 5 في المائة منهم آباؤهم لا يتوفرون على عمل قار، مشيرة إلى أن ثلث التلاميذ آباؤهم غير متمدرسين، أما نسبة تمدرس الأمهات فتجاوزت النصف بنسبة 52 في المائة.
ثلاثة أرباع من التلاميذ يتجاوزن السن القانوني
قالت الدراسة إن ثلاثة أرباع من التلاميذ يتجاوز سنهم القانوني 15 سنة، أي يتجاوزون السن القانوني لهذا المستوى، مضيفة أن 38 في المائة من التلاميذ كرروا على الأقل مرة واحدة في مسارهم الدراسي، وأن ثلثي التلاميذ صرحوا أنهم استفادوا من التعليم ما قبل المدرسي العصري.
وتابعت أن حوالي 36 في المائة من التلاميذ يستفيدون من الدعم المدرسي المؤدى عنه، وتحتل حصص الدعم الخصوصي في مادة الرياضيات المرتبة الأولى(22 في المائة) والفيزياء والكيمياء ( 14 في المائة)، ثم الفرنسية ( 10 في المائة) ثم الانجليزية ( 9 في المائة).
وأشارت الدراسة ذاتها، إلى أن 90 في المائة من التلاميذ يرغبون في الاستفادة من الساعات الإضافية في اللغتين الفرنسية والانجليزية مقابل 49 في المائة في مادة الرياضيات.
60 في المائة من التلاميذ لم يستفيدوا مدرسوهم من أي تكوين
كشفت معطيات الدراسة أن ما يقارب 60 في المائة من التلاميذ لم يستفد مدرسوهم من أي تكوين مستمر في السنوات الخمس الأخيرة، مشيرة إلى أن هناك استخداما غير كامل لساعات العمل الأسبوعية للمدرسين رغم الخصاص المسجل في الموارد البشرية في بعض المناطق.
24 في المائة من التلاميذ يتصفحون المواقع المخلة بالآداب
كشفت معطيات الدراسة، أن 24 في المائة من التلاميذ اعترفوا بتصفحهم للمواقع المخلة بالآداب والأخلاق، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن أغلب هؤلاء التلاميذ يلجؤون إلى الإنترنت من أجل القيام ببحوث مدرسية، فهناك 82 في المائة منهم يلجون الشبكات الاجتماعية، وأن خمس التلاميذ يرتبطون بشبكة الإنترنت في منازلهم.