الجريدة | يوسف المنصوري
محمد سعدون الكواري، الإعلامي القطري المعروف بقنوات بي ان سبورت الرياضية ، لا يكتفي بأناقته في المظهر بل يمتد تأثيره إلى الأناقة الفكرية والتعبير العميق.
زيارته الأخيرة إلى المغرب أثارت إعجاباً واسعاً، ليس فقط بسبب الصور التي شاركها، ولكن أيضاً بسبب الكلمات التي اختارها بعناية لتوثيق تجربته في هذا البلد الغني بالثقافة والجمال.
في منشور عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، شارك سعدون صورة رائعة تبرز جمال الزليج المغربي الأصيل، معلّقاً
“استمتعت بكل الأيام التي قضيتها في المغرب بكل من مدن طنجة، شفشاون، أقشور، الدار البيضاء وختاماً مراكش. كل مدينة لها خصوصيتها وتفردها بجمال خاص وملامح مختلفة عن الأخرى. بلد مليء بالنشاط والعمل والإنجاز والألوان الجميلة. بلد مريح للعين والقلب بطيبة أهلها.”
هذه الكلمات، إلى جانب الصور التي اختارها، كانت بمثابة رسالة متعددة الأبعاد. من جهة، عبّرت عن امتنانه للدفء والجمال الذي وجده في المغرب، ومن جهة أخرى، يمكن تفسيرها كإشارة إلى أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية الأصيلة في مواجهة محاولات السرقة أو التقليد.
محمد سعدون لم يكتفِ فقط بالإشادة بجمال المدن المغربية، بل عبّر عن فهمه العميق لثراء هذا البلد وتنوعه. من طنجة بسحرها الأوروبي-العربي، إلى شفشاون ببياضها وأزقتها الزرقاء، ومن أقشور بجمالها الطبيعي الأخّاذ، إلى صخب الدار البيضاء وعراقة مراكش. كل مدينة، كما وصفها، تحمل روحها الخاصة وملامحها التي تجعلها متفردة.
لكن الرسالة الأقوى كانت ربما تلك التي حملتها صورة الزليج المغربي ، هذا الفن المعماري العريق الذي يجسد التراث والحرفية المغربية العالية كان بمثابة رد ضمني على أي محاولات لطمس أو سرقة الهوية الثقافية لأي بلد عربي. سعدون الكواري، بأسلوبه الأنيق والبسيط، ذكّر العالم بقيمة الأصالة وأهمية الحفاظ عليها.