لا يمر نشاط ما أو مهرجان ما إلا وتجدهما في الصفوف الأولى “مبندين” متأبطين ورقة بيضاء مكتوب عليها كلمة شكر أو كلمة ترحاب بحسب المناسبة المتواجدين بها، على اعتبار أن حضورها يكون بداعي تمثيل الجماعة. اسمهما ارتبط باللجنة الثقافية والفنية والرياضية بجماعة مكناس. وعوض أن تقتصر ومهمتهما على خلق الأفكار وإبداع المشاريع الثقافية والفنية والرياضية الرامية إلى الرقي بالرأسمال اللامادي للمدينة. يقتصر دورهما على حضور المهرجانات والملتقيات والمأذبات وكل نشاط ارتبط بـ البندير”. هذا الامر يجعلنا نفكر مليا عن المعايير التي يتم إتباعها في توزيع اللجن داخل الجماعة. والاكيد أن لجنة المرتبطة يالشؤون الثقافية والرياضية و الفنية هي أخر اهتمامات المجلس بمعني هذه اللجنة توكل الى ما تبقي من نواب الرئيس.
فأين هذا الثنائي ورئيسهما من الإستراتيجية الرامية إلى دعم وتوسيع شبكة الفاعلين في الميدان الثقافي، عن طريق دعوتهم لربط شراكة مع الجماعة بعيدا عن أسلوب الزبونية والانتقائية والمحابات التي يتم نهجها مع بعض الجمعيات الموالية لمستشارين جماعي أو مع جمعيات لمستشارين بعينهم في خرق سافر لمقتضيات الميثاق الجماعي، في حين تبقى الجمعيات الجادة على الهامش وخارج اهتمامهم. أبهذه الطريقة يمكن تشجيع المبادرات الهادفة، و المحافظة على المصادر المتنوعة والغنية للثقافة المكناسية خاصة والمغربية عموما وتشجيع الطاقات الخلاقة للإسهام في تنمية وتطوير كل أشكال الابتكار والإبداع الثقافي والفني بالمدينة.
فمن العار أن يكون المسؤولون على الشأن الثقافي بالمجلس البلدي بمكناس مهمتهما “التبناد” بالمهرجانات والملتقيات فقط. وحتى وان أعطيت لهم الكلمة في نشاط ما باسم الجماعة التي يمثلونها فهذه الكلمة تتلى بشكل غير سليم، يجعل المتلقي يطرح السؤال بينه وبين نفسه، إذا كان من على رأس الميدان الثقافي بهذا المستوى، فكيف سيكون باقي المكناسيين ؟ فماذا ننتظر إذا أسندت الأمور لغير أهلها.
فمعاينة هذا الثنائي تعطي الانطباع بأن المشهد الثقافي والفني والرياضي بالمدينة يغتصب بشكل بشع والمغتصب هو الرئيس والموالين له. أنهم عندما أعدوا الخلطة العجيبة في توزيع اللجان بين الأحزاب المشكلة للأغلبية داخل المجلس، كان من سوء حظ لجنة الثقافة أن تكون من نصيب حزب المنتمون إليه بمكناس لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالثقافة ما يرتبط بها اللهم “التبناد وتصوار والتغلاق”. وليس فقط هذا فحسب بل إن من أفضال هذا المجلس عليهما عدد السفريات التي يستفيدان وما يرتبط بها من تعويضات سخية، لدرجة لا يكادان يصلان فيها إلى أرض الوطن حتى يغادراه من جديد، بدعوى مهامهما خارج الوطن. ولم نتذكر يوما في تاريخ هذا المجلس قاما فيه هذا الثنائي الرحالة بتقديم تقرير بخصوص مهمتهما بالخارج ليتأكد أن موضوع المهمة هذا ما هو إلا حبر على ورق يريد الرئيس من خلاله أن يبرر مصاريف الجماعة المتعلق بمهامه هو نوابه وبعض المستشارين المقربين من سعادته المصطفين في المعارضة وإرضائهم على حساب أموال المكناسيين.