لا حديث داخل الأوساط السياسية بمكناس هذه الأيام سوى عن حالة الفوضى التي خلفتها أشغال تهيئة بعض المحاور الرئيسة بالمدينة الجديدة التي نتج عنها انتشار الأتربة والوحل في كل مكان الأمر الذي تسبب في عرقلة حركة السير والجولان خاصة خلال فترات الذروة، وهو ما يجعلنا نتساءل حول مدى عقلنة تدبير الأشغال من طرف الشركة المكلفة خصوصا في مثل هذه الفترة من السنة التي تعرف فيها المدينة تساقطات مطرية مهمة.
فانطلاق الأشغال في هذه الفترة يفسر رغبة الرئيس بوانو التحرر من ضغط المشككين في مدى مصداقية الوعود التي قطعها على نفسه للساكنة، والتي انتظر تحقيقها أزيد من سنة وخمسة أشهر بالرغم من أن كل المشاريع التي تم الإفراج عنها اليوم كانت جاهزة حتى قبل تسلمه كرسي رئاسة جماعة مكناس. وقد سبق لموقع الجريدة أن كشف هذا الأمر بالمعطيات والأرقام قي مقال سابق تحت عنوان “كيف خدع بوانو المكناسيين واستخف بذكائهم طيلة سنة كاملة” (انقر فوق العنوان).
من جهة ثانية علمت الجريدة من مصادر عليمة أن حالة من الاستياء والتذمر تنتاب ساكنة حي السلام احد معاقل حزب العدالة والتنمية بمكناس بسبب تصرفات أحد مستشاري “المصباح” وهو عضو لجنة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية بالمجلس الجماعي والتي يطبعها منطق المحاباة والانتقائية. خصوصا عندما يفرض على الشركة أن تباشر أشغال تهيئة أزقة بعينها دون أخرى، وهي الأزقة التي يسكنها إما محسوبون على حزبه، وإما أفراد عائلته أو صهره المنتمي لنفس الحزب وهو كذلك نائب رئيس لجنة الميزانية والشؤون المالية والبرمجة بمجلس جماعة مكناس، الأمر الذي جعل الساكنة المتضررة تفكر في طرق أبواب السلطات المحلية من أجل رفع شطط هذا المستشار في استعماله لسلطته السياسية. هذا الأخير الذي كان في الماضي يحتج على المجلس السابق زاعما أن طريقة التي ينهجها في عملية تهيئة الشوارع والازقة فيها نوع من الإنتقائية، أصبح اليوم يمارس نفس السلوك على سكان حيه الذين منحو الرتبة الأولى لحزبه في الاستحقاقات الإنتخابية الجماعية “الفقيه لي انْترَجَاو باركْتو داخل لجامع بلغتو”.
فهل ينتظر بوانو حتى يقوم ساكنة حي السلام والأحياء المجاورة بالإحتجاج عليه حتى يحقق لهم مطالبهم كما فعل مع سكان البساتين “بوكرعة” وحي قرطبة؟