لقيت الصورة التي تم تداولها على نطاق واسع بين رواد الموقع الاجتماعي “الفايسبوك” استياء واستهجانا كبيرين. وخلفت ردود فعل متباينة صبت كلها في اتجاه الشاجب والاستنكار وعدم قبول هذا الفعل الذي يعبر عن تطاول شبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار بمكناس على رمز المملكة وهو العلم الوطني.
الصورة التي تم إلتقطها خلال المؤتمر التأسيسي لشبيبة حزب الحمامة بمكناس يوم الأحد الماضي، تظهر كيف تم إخفاء العلم المغربي بشعار حزب التجمع الوطني للأحرار من قِبل شباب أبانوا بهذا الفعل عن مدى جهلهم بالمعاني السامية و دلالات الرمزية، والقيمة العليا للعلم الوطني المغربي، وما يجسده هذا العلم من الناحية النظرية من مفهوم الدولة – الأمة، وما يرمز إليه كونه الإطار الجامع لكل المواطنين الحاملين للجنسية المغربية، والمنتمين إلى الأرض وإلى الإطار الجيو – سياسي المغربي. كما يعدّ العلم الوطني رمزا للارتباط بالوطن وللتعبير عن التشبث بوحدته واستقراره، وعن الرغبة في الإسهام في تطويره وتنميته ليبلغ غاية المجد والتقدم.
فهل استحضرت شبيبة مزوار بمكناس لهذه الدلالات والمعاني والرموز لتتجرأ على العلم الوطني عن طريق إخفائه بشعار حزب هو لا شيء أمام الوطن ؟ كيف نثق في هؤلاء الشباب، ونسلمهم زمام أمور التسيير والتدبير في مدينة مكناس، وقد أبانوا عن فشل ذريع في أول امتحان مروا منه ؟ لقد تأكد من هذا الحدث أن حزب الحمامة بمكناس فشل ليس في تأطير شبيبته سياسيا، بل وحتى ترسيخ فكرة التي مفادها أن الوطن ومصلحة الوطن تأتي قبل الحزب ومصالح. رد فعل أخر ابدي امتعاضه لهذا الفعل، واعتبر هذا مجرد “لعب الدراري”. وأخر اعتبره “بسالة” وقلت حياء. فأما أن يقع هذا الأمر سهوا من طرف شبيبة حزب الحمامة بمكناس فهذا يعبر عن عدم نضجهم سياسيا، وأما إن كان الأمر متعمدا وتريد شبيبة مزوار بمكناس استعرض عضلاتها وبعث رسالة مفادها أن الحزب يأتي قبل الوطن فتلك هي الطامة الكبرى… يتبع
فؤاد السعدي – الجريدة