الجريدة – عصام الطالبي
يبدو أن بعض النفوس الأمارة بالسوء مازالت تبحر في سماء الرياضة المغربية ضدا على توصيات الملك المطالبة بإصلاح وتطوير الرياضة المغربية بعيدا عن المزايدات والخلفيات السياسية والمصالح الشخصية التي بوأت المغرب مراتب متدنية وراء دول تعيش تحت عتبة الفقر
وتعيش كرة القدم المغربية أزمة نتائج على المستوى الوطني والمحلي بسبب سوء التدبير وغياب الكفاءة وتغليب المصلحة الخاصة على العامة بالرغم الميزانية الضخمة المرصدة للنهوض بهذا القطاع. ليبقى من ضمن أكبر المتضررين من هذا الفساد ومن التسيير الشعبوي لشؤون كرة القدم هو فريق إتحاد طنجة. ولعل الحيف والظلم الذي مورس على الفريق خلال الموسم الفارط والمتمثل في العقوبات القاسية التي تكبد على إثرها خسائر مادية كبيرة مقابل عقوبات خفيفة في حق فرق رؤسائها أعضاء جامعيون لم تكن سوى ذر الرماد في العيون.
اليوم وبعدما تأكد للجميع أن صمام الأمان بالنسبة لمداخيل فريق اتحاد طنجة هو الجمهور في غياب تام للمستشهرين ومحتضنين بل ونفورهم بشكل كلي وبعدما استنفدت الجامعة قل الطرق لتقزيم الفريق ووضع حد لطموح مسييريه خرجت علينا دون سابق إنذار شركة سونارجيس المكلفة بتدبير مركب ابن بطوطة لتعلن نيتها إغلاق المركب قصد إصلاح العشب الذي تضرر من كثرة المباريات. الآمر الذي يدفعنا إلى طرح عدة فرضيات خصوصا أن هذا القرار الذي لم يحتكم فيه لا إلى منطق العقل ولا إلى منطق التدبير الرياض الحكيم جاء بعد مقاطعة الجماهير المغربية للبطولة الوطنية نتيجة المضايقات والضغط الذي تتعرض له الفصائل المشجعة “الالتراس” عند ولوج المركب وعلى رأسها ألترا “هيركوليس” مما أثر بشكل كبير على مالية نادي الإتحاد الذي كان يعول يشكل كبير على مداخيل الملعب لإنعاش خزينته. فإما أن شركة سونارجيس أصبحت طرفا في اللعبة الرامية إلى مضايقات الفريق ولا نعلم ماذا يطبخ في الكواليس لفريق إتحاد طنجة، وإما أن القييمين على مركب إبن بطوطة ليسوا جديرين بتدبيير وتسيير هذا المرفق الرياضي الذي يعتبر معلمة الرياضية بكل المقاييس وفي هذه الحالة وجب إقالتهم، مع العلم أن في العادة يباشر عملية الإصلاح وترميم وصيانة المركب يكون مباشرة بعد إنتهاء البطولة الوطنية وليس بعد إنطلاقتها.
أن تحرم فريق المدينة من ملعبه وجمهوره في عز الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها ليس لها سوى تفسير واحد ألا وهو توطئ شركة سونارجيس في الإيقاع بفارس البوغاز الذي قلب موازن القوى في البطولة وأصبح رقما صعبا في المعادلة الكروية الوطنية وما أصبح يمثله الفريق ليس في طنجة وحدها بل في المغرب من رقي وتحضر سواء داخل رقعة الملعب أو في صفوف الجمهور الذي استطاع أن يتبوء بالشهرة والعالمية. ما هي الغاية من اصدار قرار اغلاق ملعب طنجة والفريق المدينة على مشارف اللعب على المستوى الإفريقي وتنتظره لقاءات وازنة.
ألم يعي مسيروا مركب إبن بطوطة الدولي أن ذلك المرفق هو ملك للمدينة والساكنة وشركة سونارجيس مجرد مشرف عليه في أطار ما هو مخول لها من تدبيير تسييره وليس التلاعب بمصير فريق كل ساكنة طنجة ملتفة حوله. وعلى كل المسؤولين بمدينة طنجة تحمل مسؤولياتهم كاملة في ردع شركة سونارجس وتنيها عن العدول عن قرارها ودعوتها الكف عن استفزاز محبي فارس البوغاز والتلاعب بمشاعره.