الجريدة / عصام الطالبي
مازال الغموض يلف وضعية مدرسة وادي المخازن الواقعة بمنطقة “ماليبونيو” المطلة على كورنيش المدينة، فمند أن قامت نيابة وزارة التعليم بعمالة طنجة أصيلة سنة 2006 بإخلائها وتوزيع التلاميذ والمدرسين على مؤسسات تعليمية أخرى من أجل مباشرة أشغال الإصلاح لازالت مغلقة حتى الآن في غياب سبب حقيقي وراء هذا الإغلاق الذي كان ظاهريا القيام بالإصلاح لكن في باطنيا أشياء أخرى.
ولعل من عايش فترة الإغلاق يتذكر جيدا المعاناة التي تكبدها آباء وأولياء التلاميذ من جراء تنقيل أبنائهم إلى مؤسسات تبعد بكثير عن محل سكناهم في غياب أي مؤسسة وهو ما اعتبر حينها وضعا شادا لم ترعى فيها أبسط مقومات التدريس السليم. وبقي السكوت على هذه الواقعة هو سيد الموقف لأزيد من عشر سنوات لم يجرئ خلالها أي مسؤول على إعطاء أي تفسير لوجود مؤسسة تعليمية تعتبر موروثا حضاريا لمدينة طنجة في حالة عطالة، ولماذا لم تتحرك مديرية التعليم لفتحها من جديد في وجه التلاميذ؟ حتى جاء السؤال الكتابي للنائب البرلماني محمد نجيب بوليف عن فريق العدالة والتنمية يستفسر وزير التعليم من خلاله عن الوضعية التي آلت إليها المؤسسة وأن مصيرها يضل مجهولا أمام عدم وجود أي حل للحد من معاناة آباء وأولياء التلاميذ وفي غياب أي مؤسسة للتعليم العمومي بهذه المنطقة. سؤال بوليف فجر مفاجئة كبيرة عندما كشف سر خطير يكمن في قيام منعشين عقارين بالتفاوض مع مسؤولي نيابة التعليم أنداك من أجل حيازة البقعة الأرضية التي توجد عليها المؤسسة، وتسائل النائب عن فحوى وحقيقة هذا التفاوض وما مصير هذه المؤسسة التعليمية؟ فكان رد الوزارة غير شافي على اعتبار أنه تم العمل بمدرسة وادي المخازن بنيابة طنجة أصيلة منذ سنة 1955. وأمام تقادم بنايتها، تم الشروع منذ ماي 2006 في إصلاحها، غير أن مجموعة من الأشخاص قاموا بمهاجمة المدرسة وتم طرد العمال الذين كانوا يقومون بأشغال الإصلاح بدعوى ملكيتهم لها، وقاموا بإزالة اللوحة التي تحمل اسم مدرسة وادي المخازن ووضعوا بعد ذلك سلسلة حديدية على الباب وحراس خواص. وأمام هذا الوضع، لجأت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة تطوان إلى القضاء، ومازلت تتابع هذه القضية باهتمام إلى أن يقول القضاء كلمته النهائية.
ونشير إلى أن هاته المؤسسة التعليمية تم وهبها من طرف أجانب إلى تلاميذ المنطقة، وتخرج منها عدة أطر وقضاة ومحامون وأساتذة ورجال الدولة، إلا أن موقعها المطل على شاطئ المدينة لم يسلم من طمع وبطش مافيا العقار الذي حالوا بكل الطرق الاستيلاء على هذه البقعة التي تسيل لعاب الطامعين من المقاولين الذين حولوا طنجة إلى ضيعة خاصة، وسنوافي قراء الجريدة بتفاصيل في هذا الملف في المقال القادم .