منار اسليمي
ارتكبت السلطات الموريتانية خطأ جسيما يمس بالسيادة المغربية، وذلك لما اختارت وضع خريطة المغرب مبتورة في ملصقات القمة العربية، فالأمر يتجاوز عملية الاستفزاز ليتحول إلى مَس بالسيادة، مادامت موريتانيا تبقى مجرد دولة مستضيفة للقمة عربية تشرف على كل وثائقها وبياناتها إدارة جامعة الدول العربية.
لذلك، يبدو هذا سببا رئيسيا لمقاطعة أعمال القمة وفي نفس الوقت يجب على وزارة الخارجية المغربية تقديم مذكرة احتجاج إلى المسؤولين في جامعة الدول العربية عن هذا الخطأ الخطير والجسيم الذي ارتكبته السلطات الموريتانية.
وتشير بعض المعلومات إلى أن موريتانيا والجزائر سعيتا منذ أسابيع إلى محاولة ادراج نقطة متعلقة بملف الصحراء ضمن أجندة اشغال القمة ولكنهما لم يتمكنا من ذلك، وقد يصل التهور الموريتاني إلى درجة فتح أبواب الخيمة التي تحتضن أشغال القمة أمام بعض أعضاء جبهة “البوليساريو”.
فالمعطيات تقول ان أعضاء من جبهة “البوليساريو” موجودين منذ أيام في موريتانيا وتجري مفاوضات بين الجزائر والرئيس الموريتاني لإيجاد ممر لدخول قيادة البوليساريو إلى خيمة المؤتمر، فموريتانيا تسعى من خلال هذه العملية إلى استفزاز المغرب بينما تسعى الجزائر من وراء هذا النوع من العمليات الى نوعين من الأهداف المناوراتية، يتمثل الأول في الرد على الاختراق الدبلوماسي الذي قام به المغرب للاتحاد الافريقي، والثاني في التشويش على الدول العربية وتشتيتها في مشاكل جانبية مع موريتانيا اثناء القمة لمنع الدول العربية من إصدار بيانات ضد إيران مادامت الجزائر وإيران في محور واحد.
وبات واضحا أن إصرار موريتانيا على تنظيم القمة وخلق مناخ من التوتر مع المغرب بتحريض جزائري كان هدفه محاولة إيجاد طريقة لإدخال ملف الصحراء إلى القمة، رغم أن جامعة الدول العربية ظلت بعيدة عن هذا النزاع ولم تقبل نهائيا بكل المحاولات التي قامت بها الجزائر منذ سنوات، والثابت اليوم أن السلطات الموريتانية وصلت بهذه الأخطاء درجة كبيرة من التهور تحتاج الى مقاربة جديدة في التعامل والاحتواء.
priligy medication In the near future stents with low risk of thrombosis might be applicable in pregnancy