الجريدة / عصام الطالبي
أثارت العديد من المسلسلات العربية المعروضة على القنوات العربية موجة من الغضب لدى الشعب المغربي بسبب تصوير المغرب مرتعا للدعارة والشعوذة. ويزيد الأمر تعقيدا عندما تسند أدوار جريئة لممثلين وممثلات من المغرب، كالدور الذي أسند لكل من محمد مفتاح ومليكة حمادي في في مسلسل ” مأمون وشركاءه ” الذب يكرس صورة مغلوطة عن المغاربة، الأمر الذي يعتبره العديد من المهتمين بعالم الفن إهانة في حق المغرب.
لدرجة أن البعض تساءل عن الأسباب الخفية الكامنة وراء حصر هذه الأدوار التي تمنح للممثلين المغاربة في إطار إما لا أخلاقي أويمس كرامة المواطن المغربي، خاصة في مسلسلات تعرض في شهر رمضان الذي يعرف نسبة مشاهدة عالية.
وعلى اعتبار أن الفن يؤثر بشكل كبير على المشاهد العربي الذي يتفاعل مع الأحداث، وبالتالي تتكون لديه نظرة دونية للمغربي الذي يعتبرونه صورة طبق الأصل من الأدوار التي يؤديها. كتب الفنان المبدع نعمان لحلو في تدونة على “الفايسبوك” متسائلا عن المقاربة التي يعتمدها المصريون في اسناد أدوار بعينها للمثلين مغاربة كما حصل في مسلسل ” مأمون وشركاءه ” والذي أدى فيه النجم المغربي محمد مفتاح والممثلة مليكة حماوي لدور أسرة يهودية وكتب نعمان:
نحن المغاربة متسامحين ومتعايشين مع جميع الأديان ونظرتنا للمسيحي واليهودي لا تقل احتراما على نظرتنا للمسلم، وإن كنّا ضد الصهيونية،
الأمر في مصر يختلف. فالمصري المواطن العادي يكره كل من ينتمي للديانة اليهودية، وهذا ما جعل يهود مصر يفكرون في أن يغادروا ولا يعودون أبدا” .
وأضاف لحلو “إنطلاقا من هذه المقاربة، اختيار الفنان المغربي ” محمد مفتاح ” لكي يلعب دور يهودي إسرائيلي مع عادل إمام في مسلسل ” مأمون وشركاءه ” ، هذا الاختيار ، هو لعب في الماء العكر بالضبط كما هو الحال في إسناد أدوار عاهرات لمغربيات في الدراما المصرية”.
وتساءل “ألم يكن من الممكن الاستعانة بيهودي مصري ، عراقي ، تونسي أو يمني؟” .
واعتبر نعمان أن “هذا ضرب من تحت الحزام من دراما مصر للمغرب، وهذا أيضا تقصير و عدم قراءة صحيحة بالنسبة لفنان مغربي يقبل المشاركة”.