بعد قرار إعفاء المدير العام السابق لقناة “ميدي 1 تيفي” عباس العزوزي، فوجئ الرأي العام الوطني قبل أيام بقرار إقالة الإعلامي يسري المراكشي دون سابق إنذار، بعد أن التحق بالقناة منذ أزيد من خمسة أشهر قدم فيها برنامجه “كواليس”، الذي كان منتظرا أن يبث ليلة أول أمس الجمعة.
وكانت القناة تبث برنامج “كواليس”، الذي يستضيف سياسيين وصانعي القرار، بالإضافة إلى نجوم خلقوا الحدث من مشارب الفن والرياضة والإبداع، يحاورهم البرنامج بصيغة مختلفة تجمع بين عمق النقاش والسخرية، قبل أن يتخذ المدير العام الجديد قرار توقيفه لأسباب مجهولة لم تعلن إدارة القناة إلى حدود الساعة عن أي توضيحات بشأنها، وهو الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول الأسباب الكامنة وراء توقيف هذا البرنامج؟
وفي هذا السياق، يقودنا هذا الاستفهام إلى العودة إلى أولى حلقات برنامج ”كواليس” ليوم الجمعة 22 يناير 2016 والتي تم خلالها استضافت الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ووزير السكنى وسياسة المدينة، نبيل بنعبد الله، وتم عرض فقرة “كواريت”، التي تحدثت عن حزب “البام” الذي عقد مؤتمره في نفس اليوم واليومين التاليين، وعن زعيمه الجديد، بسخرية لاذعة ربما لم يتحملها.
وقد أسر حينها بعض المقربين من حزب الأصالة والمعاصرة، أن هاته الطريقة التي سخر منها البرنامج من انتخاب الأمين العام الجديد، إلياس العماري، لم ترق لقيادة “الجرار”، وهو ما أثار غضبها ودفعها لمقاطعة القناة بطريقة عملية لكن غير معلنة، وهو ما يمكن للمتتبع، تسجيله بخصوص الحضور شبه منعدم لممثلين عن حزب “البام” ضمن برامج قناة “ميدي 1 تيفي” خلال الفترة الأخيرة.
وفي هذا الإطار وفي ظل غياب أي بيان توضيحي من قبل القناة، لا بد أن نتساءل من باب “الاستفهام” عما إذا كان للتعجيل بإعفاء المدير السابق للقناة وإعفاء الصحافي مقدم برنامج “كواليس” علاقة بتلك الفقرة الساخرة من الزعيم الجديد ل”الجرار” في الحلقة الأولى من البرنامج؟ أم أن هنالك أسبابا أخرى؟ وهل للتحكم يد في ذلك؟ وهل سنشهد عودة البام للمشاركة في برامج القناة بعد تعيين المدير الجديد؟
يشار إلى أنه وبالاطلاع على أرشيف جميع حلقات برنامج “كواليس” نجده قد استضاف على مدى خمسة أشهر من عمره، شخصيات حزبية ممثلة لكل من التقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية، والاستقلال، والاتحاد الاشتراكي، والاتحاد الدستوري، والحركة الشعبية، والتجمع الوطني للأحرار، واليسار الاشتراكي الموحد، كما استضاف البرنامج الحزب الجديد “البديل الديمقراطي”، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات السياسية والحقوقية والفنية، فيما بدا لافتا عدم استضافة البرنامج طيلة مدة بثه لأي ممثل عن حزب الأصالة والمعاصرة.