متابعة ا هيئة التحرير
من النادر أن يخرج وزير مغربي إلى وسائل الإعلام ويترك خلفه أثرا إيجابيا واسعا، خاصة في فترات الأزمات. لكن الظهور الأخير لوزير الصحة، أمين التهراوي، على القناة الثانية ضمن برنامج “لقاء خاص”، جاء مختلفا عن الصورة النمطية المألوفة للمسؤول العمومي.
فقد بدا الوزير هادئا، متزنا، واثقا من نفسه، يتحدث بلغة بسيطة قريبة من الناس، خالية من التجميل والخطاب الشعبوي، ناقلا الواقع كما هو، دون تجميل أو تهرب من المسؤولية.
هذا الظهور، الذي جاء في سياق أزمة حادة وانتقادات متواصلة لقطاع الصحة، كان كافيا ليحدث تحولا في المزاج العام. إذ عبر عدد كبير من النشطاء والمواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تقديرهم لطريقة الوزير في التواصل، معتبرين أنه نجح في استعادة ثقة فئة واسعة من الرأي العام في وقت وجيز.
تحت وسم “كلمة حق”، انتشرت شهادات عديدة تشيد بحديث التهراوي، واصفة إياه بالصادق والمسؤول، والمتحدث بـ”عقل بارد ولسان هادئ”، دون أن يتذرع بـ”تراكمات الماضي” أو يلقي باللائمة على من سبقوه. ولم يتطرق إلى الإرث الثقيل للقطاع إلا لماما، عندما أشار إلى ضعف البنية التحتية، ليعود سريعا إلى الحاضر، مستخدما أفعالا بصيغة شخصية مباشرة: “درت، غاندير، وغانصلح”.