صدق من قال “مصائب قوم ٍ عند قوم فوائدُ”.. بقدر ما خلف خبر انتحار المعتقل بسجن تيفلت 2 “أسامة الغراس” داخل زنزانته، صدمة وحزن وأسى في صفوف أسرته وعائلته وأصدقائه، بقدر ما نزل الخبر بردا وسلاما على قلوب بارونات مخدرات بطنجة، حيث كان الجميع يضع يده على قلبه خوفا من أن يُذكر إسمه في محاضر التحقيق، خصوصا بعد اعتراف “الغراس” بالعمليات التي كان يقوم بها لصالح أسماء وازنة في عالم المخدرات، وبموت أسامة يكون سرّه قد رافقه إلى قبره، وتبقى كل الاعترافات شكلية في غياب المتهم الرئيسي، فبالتالي تسقط المتابعات في حق باقي المتورطين الذين ذكرهم أسامة، إلا أن مصدر قضائي صرح للجريدة أن المتابعات ستظل واردة وفعالة إلى غاية الإستماع إلى كل الأسماء المتورطة في هذه العمليات من طرف قاضي التحقيق بسلا.
وذكرت مصادر متطابقة أن الخوف والترقب كان عنوان الوضع في عاصمة البوغاز خصوصا بعد تسريب محاضر الإستماع لعدد من الموقوفين عبر تطبيقات التراسل الفوري (الواتساب) تتوفر الجريدة على نسخ منه .
وذكرت مصادر عليمة لموقع الجريدة أن عدد من البارونات اختفوا عن الأنظار بمجرد اعتقال عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية لعدد من المشتبه بهم تكوين عصابة إجرامية تحمل أفكار إرهابية تطرفية تعتمد على مبدأ الفيئ والإستحلال بطنجة، مما يعني أن عدة جهات كانت متوجسة من ورود أسمائها بمحاضر التحقيق التي أشرفت عليها فرقة مكافحة الإرهاب التابعة لمكتب البسيج، و وفق ذات المحاضر فإن المتهم الرئيسي والملقب ب”الكوزة” اعترف بالمنسوب إليه، وبكل عمليات السطو والسرقة التي قام بها وكذا ترويج المخدرات والوساطة من أجل استرجاع مخدرات مسروقة مقابل عمولات سخية، كما اعترف الكوزة بعلاقاته ببعض عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن طنجة كانت تمده بمعلومات مقابل مبالغ مالية.
نشير إلى أن المسمى قيد حياته “أسامة الغراس” كان قد إنتحر شنقا بإستعمال ملابسه الداخلية والسلم المخصص للصعود الى الأسِرّة، وذلك يوم الخميس 18 أكتوبر الجاري على الساعة الثامنة والربع صباحا حسب بلاغ إدارة السجن المحلي تيفلت 2، وكان “الغراس” معتقلا على ذمة الإعتقال الإحتياطي في إطار قضايا التطرف والإرهاب.