متابعة ا هيئة التحرير
قال البرلماني والقيادي اليساري السابق عمر بلافريج إن غياب الإرادة السياسية هو السبب الرئيسي وراء تعثر إصلاح قطاعي الصحة والتعليم، اللذين يعانيان من اختلالات عميقة، معتبرا أن ضعف الميزانية المخصصة لهما يعود بالأساس إلى سوء ترتيب الأولويات، موضحا أن “الخطابات الحكومية الرنانة لا تعكس حقيقة الأرقام والمؤشرات على أرض الواقع”.
وفي حوار له مع حركة “جيل زد 212” على منصة “ديسكورد”، أشار بلافريج إلى أنه رغم الزيادة التي أعلنتها الحكومة في ميزانية التعليم، فإن معدل الإنفاق السنوي لكل تلميذ في المغرب لا يتجاوز 10 آلاف درهم، مقابل نحو 100 ألف درهم في إسبانيا والبرتغال، أي عشرة أضعاف المعدل المغربي.
وأضاف بلافريج، في أول ظهور إعلامي له منذ اعتزاله العمل السياسي، أن تحقيق تنمية حقيقية في ظل غياب الثروات البترولية يقتضي إعادة ترتيب الأولويات وترشيد النفقات، مبرزا أن الميزانية المحدودة للمغرب يجب أن توجه أساسا إلى القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة.
وأكد أن الميزانيات الحالية المخصصة لهذين القطاعين تظل ضعيفة للغاية مقارنة بدول أخرى، مشيرا إلى أن رفعها يتطلب تقليص الإنفاق في مجالات أقل أولوية، وزيادة الدعم الموجه إلى القطاعات الاجتماعية.
وفي السياق ذاته، شدد بلافريج على ضرورة رفع مداخيل الدولة، خصوصا عبر إصلاح النظام الضريبي وتطبيق ضريبة تصاعدية على الثروة وضريبة على الإرث، معتبرا أن هذا التوجه من شأنه أن يساهم في تقليص الفوارق الاجتماعية وتحقيق عدالة مالية أكبر.