فجرت شكاية كيدية تتعلق بالسرقة ضد أحد البحارة بطنجة يشتغل بمركب صيد، بعد طرده من قبل مشغله بشكل تعسفي، فضيحة من العيار الثقيل تتعلق بتاكتيك جديد أصبحت تعتمده مافيا الاتجار الدولي للمخدرات باتخاذ ميناء الصيد الساحلي بوابة للتهريب بعدما تم تشديد الخناق على ميناء طنجة المتوسط، ليتضح أن موضوع الشكاية ما هو إلا أسلوب تهديدي انتهجته مافيا المخدرات ضد المشتكى به للزج به في السجن، بعد أن كشف خططهم الإجرامية وأخبر بها الجهات الأمنية المعنية. وحول تفاصيل الواقعة كشف المشتكى به من خلال شكاية تقدم بها ضده شخصين يتهمانه من خلالها بسرقة هواتفهما النقالة، وخلال البحث صرح المشتكى به أن القضية ما هي إلا انتقاما منه بعدما اكتشف في أحد الأيام سيارة بيضاء من نوع “سيتروين” تقوم بتفريغ كمية من المخدرات لصالح أحد قوارب الصيد بالميناء، ليضطر إلى تبليغ الشرطة التي حال تأخرها عن مسرح الجريمة من ضبط الحمولة وتوقيف المهربين. ومباشرة بعد هذه الواقعة، تلقى المشتكى به اتصالا هاتفيا من مجهول يهدده فيه بالزج به في السجن نتيجة إخباره الشرطة بالأنشطة الإجرامية التي أصبح ميناء الصيد مسرحا لها بتواطئ جهات مسؤولة. كما أسر أحد الأشخاص الذين يشتغلون بالميناء أن مافيا المخدرات تنشط بكل أرياحية في مجال تهريب المخدرات بتواطئ مع مسؤولين، مستغلين تشديد المراقبة على ميناء طنجة المتوسط، ولعل ما يثبت تحويل ميناء الصيد منفذا لتهريب المخدرات نحو الضفة الأخرى، هو مجموعة من العمليات التي تم احباطها بتنسيق بين المديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني ومن ضمنها ضبط سيارتين نفعيتينت نقل الأولى 69 كيلوغراما من مخدر الشيرا، فيما كانت الثانية تحمل 65,5 كيلوغراما من نفس المادة المخدرة، والتي كانت موجهة للتحميل على متن قارب للصيد البحري يستعمل في عمليات التهريب الدولي للمخدرات، ليصل مجموع الشحنات المحجوزة إلى 135 كيلوغراما من صفائح مخدر الشيرا، بالإضافة إلى عمليتين الأولى تتعلق بحجز 150 كيلوغرام من مخدر الشيرا تم ضبطها بأحد المراكب التي كانت معدة لهذا الغرض، والثانية عندما تم ضبط 4 أطنان من المخدرات بقاربين، وتوقيف 7 أشخاص ينحدرون من منطقة القصر الصغير يشتبه تورطهم في القضية. للإشارة فتحويل مافيا المخدرات لنشاطها نحو ميناء الصيد الساحلي راجع إلى ضعف المراقبة الأمنية وعدم فعاليتها من جهة، وتواطئ جهات معنية من جهة أخرى، وحتى نظام اعتماد الكلاب المدربة لكشف المهربين يشوبه نوع من الاختلال إذ كيف يعقل أن يعتمد على كلبين بالتناوب أحدهما مدرب على كشف المخدرات والآخر فقد حاسة الشم بعد اصابته بكورونا تم جلبه للتوهيم فقط ودر الرماد في العيون، “والفاهم يفهم”. هذا وقد تم تقديم المشتكى به على أنظار النيابة العامة التي أحالته بدورها على التحقيق من أجل تعميق البحث وكشف ملابسات هذه القضية الخطيرة التي من المرجح أن تجر العديد من المشتبه فيهم نحو القضاء.