تجاوز الاتحاد الأوروبي عقبة رئيسية ضمن عقباته الكثيرة في علاقاته مع الاتحاد الإفريقي بعد عودة المغرب إلى حظيرة هذا التجمع القاري الإفريقي، وبقيت هناك فقط مسألة المنتوجات القادمة من الصحراء والتي تثير الكثير من الجدل السياسي والقانوني.
وخلال السنوات الأخيرة، تحول الاتحاد الإفريقي إلى مخاطب رئيسي للكثير من الدول الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة والتجمعات الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي وتجمع دول أمريكا اللاتينية «سيلاك». ومن ضمن العراقيل التي كانت تطرح هي تمثيلية المغرب والجمهورية الصحراوية التي أعلنتها جبهة البوليساريو في اللقاءات الدولية، حيث كانت تغيب البوليساريو في اللقاءات مع الاتحاد الأوروبي، ويغيب المغرب في اللقاءات مع أمريكا اللاتينية.
وكان مصدر أوروبي قد أكد لألف بوست منذ أسابيع أن «المفوضية الأوروبية ترحب بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي لأن هذا سينهي جدلا سياسيا حول تمثيلية المغرب وجبهة البوليساريو، وسيتم تجاوز هذا العائق الذي تسبب في مشاكل كثيرة سابقا».
وعاد المغرب إلى الاتحاد الإفريقي يوم الاثنين من الأسبوع الجاري بعد غياب امتد 33 سنة وبعد جدل سياسي استمر طويلا بين مؤيدين للعودة وهم الأغلبية وبين معارضين وعلى رأسهم الجزائر وجنوب إفريقيا. وبهذا يتقاسم المغرب والبوليساريو الفضاء نفسه لأول مرة منذ اندلاع النزاع سنة 1975.
وفي المقابل، يستمر هناك مشكل آخر وهو المنتوجات البحرية والزراعية القادمة من منطقة الصحراء نحو الأسواق الأوروبية إذ تقوم جبهة البوليساريو بالطعن في الاتفاقيات، كما تقوم دول وخاصة الاسكندنافية بعدم قبول منتوجات هذه المنطقة المتنازع على سيادتها.
ولن يحل انضمام المغرب للاتحاد هذا الإشكال لأن معالجته مختلفة عن إشكالية التمثيلية التي لم تعد مطروحة.
وحسم القضاء الأوروبي نسبيا في هذا الموضوع عندما أكد أن الاتفاقيات الأوروبية مع المغرب لا تشمل منطقة الصحراء.
وحول احتمال لعب الاتحاد الأوروبي ونظيره الإفريقي دورا في إيجاد حل لنزاع الصحراء، استبعدت مصادر سياسية مقربة من المفوضية الأوروبية أي دور مهم بحكم أن المفاوضات تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة، كما أن الأوروبيين لم يلعبوا أي دور في الماضي في هذا النزاع.